وفي مضمار رؤية المملكة 2030 تمضي واحة الأحساء قدما في تنفيذ أجندة الإصلاح، والتجديد الاقتصادي، والبيئي والتمكين التي وضعتها المملكة على ضوء قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث إن حكومة خادم الحومين الشريفين تُخطط لأن تكون المملكة محط أنظار السُّياح من جميع أقطار العالم، وتطمح للمساهمة الاقتصادية ودعم المشاريع الحيوية، وغيرها من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق رؤية 2030.
في ظل الإنجازات المتتالية وتحقيق أهداف التنمية المُستدامة لرؤية المملكة 2030، يأتي دور البيئة في تفعيل مبادرات وفعاليات في جعل محافظة الأحساء تُزهر بالتنمية النباتية، حيث إن إحدى إستراتيجيات وزارة البيئة والمياه والزراعة، من تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، وتعزيز القدرة الوطنية على التكيف مع التغير المناخي، ورفع الوعي البيئي، وتعزيز دور الجمعيات والعمل التطوعي.
من هذا المُنطلق أقامت وزارة البيئة والمياه والزراعة مبادرة #لنجعلهاــ خضراء، لغرس الشتلات في جميع أنحاء المملكة منها محافظة الأحساء، تحت صوتٍ واحد، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، والفرق التطوعية لمساهمتهم في جعل بيئتهم خضراء، لبث روح الانتماء لهذه الواحة الجميلة.
في موقفٍ جميل ذكر أحد مُمثلي الفرق التطوعية أننا سُعداء بهذه الأرض الطيبة، ونفخر لكوننا عضو مُشارك في زرع أراضيها، وسقيها، حيث إننا مسؤولون عن كوننا جزءا لا يتجزأ للمساهمة في إنماء، وإحياء الجزء الميت من أراضيها.
يقول الشاعر الشيخ محمد بن عبدالله الملحم (رحمة الله عليه):
إن الحسا درةٌ في الأرض خالدةً *** تخطيطها خيّرَ الأعجام والعِرِبا
تسير بين الثرى أنهارها غَدَقا *** ومرة تركب الأنجاد والهضبا
لطالما تميز الإحسائيون بحبهم للإبداع، والحرف اليدوية، والزراعة، والطيب، كما تميزت المحافظة بانطلاق أعداد كبيرة من الفرق التطوعية التي تُقدم الأفضل في الرُّقي، والتطور.
سحر مُحافظة الأحساء لطالما ذاع بين أرجاء العالم، فهي عاصمة التُّراث والنخيل التي تأسر القلوب برائحة مزارعها، وتُفاجئ الزوار برونق طبيعتها، كثرت القوافي والكلمات العذبة بواحة النخيل عندما يقول أحد شُعرائها: «دائما ما تبدو لي الأحساء في حالة من الخشوع واقفة في حرم الجذور تمارسُ طقوسَ الحُلْمِ بالعودة إلى الحقل، وتنتظر عودة الفلاَّحين الذين ترتفع قاماتُهم بطول الأشجار.. وتمتدُّ أذرعتهم بطول أذرعة الينابيع.. وتعبق أنفاسهم برائحة العشب والندى والمطر. أمَّا أنا فلا بدُّ أن أعترف أنَّني حينما أكتب عن الأحساء، لا أستطيع الانفلات من أحاسيسي القرويَّة، فالأحساء بالنسبة لي ليست سوى سربٍ من القُرى مسافرٍ باتجاه المدنيَّة وآمَلُ له ألاَّ يَصِلَ أبدا".
"لنُحييها جميعاً، ولنجعلها خضراء".