ما كشفه الأمير من أمور خطيرة لم يكن الكثير منها في الحسبان في هذه القضية، عدا المتاجرين بها حتى تضخمت أوداج أرصدتهم البنكية مما اُعد وجُير للشعب الفلسطيني من دعم، لينهض ويرى دولته قد قامت على رجليها وأصبحت من عداد الدول التي لها الوجود والكيان، والأرقام تشهد بذلك، والتي لم ترغب قيادتنا في إظهارها أو التحدث عنها، وجير ما قدم من العرب المخلصين من دعم مادي ومعنوي إلى مشاريع خاصة للقيادات ورؤوس الرواد لإدارة القرار الفلسطيني.
أين مقررات أوسلو ومدريد وبغداد والجزائر وبيروت وأخيرا نتائج مؤتمر القدس الذي عقد في ظهران السعودية بلد الخير والحب والوفاء، لكن قاصم الظهر والمؤطر لخيانة القضية الفلسطينية وخذلانها من روادها ذلك المؤتمر الشهير الذي عقد بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة، حينما تعاهد قطبا القضية على نبذ الخلاف والإصغاء لصوت العقل والنصح البيّن الذي صدر من قادة هذا البلد، الذين لم يريدوا من ورائه جزاءً ولا شكورا، إلا خدمة الشعب الفلسطيني كي يحظى كبقية شعوب الأرض بالحرية والاستقلال والتقدم وبناء دولته في أمن وأمان، لكن هيهات حينما تقاطعت المصالح الشخصية وتنوعت الإملاءات الخارجية والارتماء في أحضان من يحقدون على هذا البلد وشعبه، ويكنون له الحسد والكراهية وتمني زوال النعمة عنه.
من كان هذا سلوكه وهذا ديدنه في الالتفاف على صوت المنطق والحكمة والنصح المخلص، فلا يرجى برء ما بداخله، لقد عشنا منذ طفولتنا ودخولنا المدارس عشنا زمن ريال فلسطين، سمعاً وطاعة لقادة بلادي حينما هبوا لنجدة فلسطين وشعبها، إضافة إلى مشاركة الشعب لما تقدمه القيادة في هذا النسق دعمًا ومساندة لفلسطين!.
ونقول الحمد لله الذي أبقى الأمير بندر بن سلطان بصحته -حفظه الله- حتى يكشف المستور عن المغالطات والمتاجرات وخداع الأمة بأكملها تحت رداء خدمة القضية الفلسطينية، فمن كان يريد ذلك كانت جميع الأبواب مشرعة والفرص تتوالى والجهود مركزة والدعم المادي والمعنوي متوفرا، أهدرت كل تلك الفرص التي كانت كفيلة بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وخلاصه من الاحتلال.
فلا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من حمل خنجر الخيانة ليطعن به ظهور المخلصين، فاللهم أصلح شأن أمتنا واحفظ علينا ديننا وأمننا ورخاءنا، واحفظ قادتنا وانصرهم.