وجاء الثاني بكونه فرعاً من فروع الطبّ الأساسية، ويتبع بالتحديد فرع الطبّ المجتمعيّ، ويعتني بالإجراءات والتدابير التي تتبع في مجال الصحّة العامة، وذلك في سبيل وقاية أفراد المجتمع بمراحلهم العمريّة كافة، من خطر الإصابة بالأمراض وخاصةً الأمراض المعدية.
ومثال ذلك كما ذكرنا الوقاية العالمية تجاه فايروس كورونا. وكما نجحت الشعوب في الالتزام بالإجراءات في الطب الوقائي، لم يحدث ذلك في الأنواع الأخرى من الوقاية، وما نراه اليوم ما هو إلا شاهد على ذلك من قصص وأحداث ماسأوية، أو مشاكل عائلية أو شخصية، تنتهي بخواتم لم تخطر على البال، ولم تكن يوما ما واردة، إلا أن عدم الوقاية من بعض الأمور كان سبباً في حدوثها.
الوقاية لا تقتصر على الوقاية بمعناها الطبي من انتشار العدوى ومكافحة الفايروسات، هناك وقاية نحن أشد حاجة لها من الوقاية الطبية، والأمثلة على ذلك كثيرة، الوقاية من الفشل في العمل بتطبيق الاحترازات الناجحة في الخروج بأفضل مستوى وخبرة، الوقاية من طرح بعض الآراء وإن كانت على حق أمام أشخاص تعلم بجاههم وقدرتهم التي تفوق قدراتك، وقد يجعلهك اختلافهم معك يتعمدون محاربتك حتى يسببون لك الأذى النفسي أو الجسدي، الذي كان من المفترض أن تقي نفسك منه. الوقاية حتى في الحديث ومن الكلام العفوي الذي قد يكون سببا في جرح أحدهم وأذيته دون قصد، وقد وجدنا ذلك في التوجيه الرباني وفي أكثر من موضع في القرآن الكريم (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).
لن نحصي أشكال الوقاية وأنواعها كافة، وتعداد أفعالها، إلا أن معرفتنا بأن لكل أمر وفي كل مجال إجراءات وقائية واحترازية، تحديدها والالتزام بها يساعدان على تجنب الوقوع في ما لم يحسب حسابه.