يزدحم المراجعون على مقاعد غرف الانتظار في عيادات الأسنان، لكن أغلبهم يزورونها في مراحل متأخرة من أمراض الأسنان واللثة، وغالبا ما ينتظرون الإحساس بالألم، أو المزيد من الحرج من مظهرها ليقوموا بهذه الزيارة.

ومع أن الانتظار والتأخر في الزيارة يجعل من الخطوة العلاجية أكثر تعقيداً وأعلى كلفة على المريض، إلا أن كثيراً من الأطباء يقرون بأن تحسنا طرأ بوضوح على مستوى الوعي بين العامة، وأن هذا التحسن بات يقودهم إلى عيادات الأسنان للعلاج، وحتى للتجميل، وعلى الأخص في شقه الذي يربط بين الأمرين، كأن يكون التجميل لعلاج حالات مثل تزاحم الأسنان التقويمي الذي يسبب إهماله صعوبات في التنظيف واحتمال حدوث تسوسات في الأسنان، أو لتعويض الأسنان المفقودة عن طريق زراعة بدائل، خصوصا مع زيادة الوعي بضرورة تعويض المفقود منها لما له من مضاعفات بالمفصل الفكي وميلان بالأسنان المجاورة.

الطعام يفتقد التنوع


يرى الدكتور محمد الصقال أن نوعية الطعام والشراب في مجتمعنا يترك أثره على صحة أسناننا، ويؤكد احتياجنا إلى مزيد من حملات التوعية بضرورة تنويعه، ويقول «يعد اللحوم والأرز طعامنا الأساسي في المملكة، وهي تحتاج إلى عناية أكبر في تنظيف وتفريش الأسنان لتنظيف بقايا ألياف اللحوم التي تحشر غالبا بين الأسنان، وهذا يعتمد على مدى وعي الشخص بالطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان، وبمدى شيوع استخدام الخيوط السنية لتنظيف ما بين الأسنان».

ويحذر «أثبت الطب أن لنوعية الطعام والشراب تأثيراً على صحة الأسنان، فإهمال تناول الفاكهة والمأكولات التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن المفيدة للجسم (مثل فيتامين سي وفيتامين د) يؤدي إلى ضعف تكوين اللثة والتهابها ونزيفها بشكل مستمر، إضافة إلى ضعف تكوين بنية الأسنان نفسها، حيث تكون معرضة للتسوس بنسبة عالية».

وأوضح «نسبة كبيرة من مراجعي العيادة يعانون من التهابات اللثة المزمنة وتراكم للجير ونزف مستمر، وهذا يعود إلى سوء التغذية، وعدم تناول الفاكهة والخضروات التي تحتوي على مواد غذائية مهمة لصحة اللثة والأسنان بانتظام وبكميات كافية، وأيضا عدم المعرفة الكاملة بطريقة تفريش الأسنان بالشكل الصحيح، وهنا يبدو دورنا كأطباء مهما للغاية، حتى ننشر الوعي عن طريق مشاركتنا في المعارض الطبية، أو زيارة المدارس، أو استخدام وسائل الإعلام والتواصل للتوعية والتعليم».

ويقدر الصقال بناء على تجربة شخصية أن النساء أكثر عرضة لأمراض الفم والأسنان من الرجال، ويقول «ثلثا عدد المراجعين للعيادة من النساء».

ويضيف «ربما يؤجل الرجال بسبب ضغوط العمل والالتزامات اليومية علاج أسنانهم بانتظار حصول الألم والشكوى منه».

الإهمال المكلف

يبين الصقال أهمية الاهتمام بأسنان الأطفال تحديدا، ويشدد على التحذير من إصابتها بالسوس، ومن إهمال علاج الأسنان اللبنية، ويقول «إهمال علاج الأسنان اللبنية قد يؤدي إلى مضاعفات كبيرة للأسنان الدائمة مثل بقاء بعض الأسنان الدائمة داخل الفك بشكل منطمر، وعدم بزوغها، أو بزوغها بشكل مائل ومتزاحم، وإذا ما كنت الأسنان مقلوعة أو متسوسة، فقد تؤدي إلى عدم قدرة الطفل على الأكل ومضغ الطعام بشكل كاف، وبالتالي معاناته من سوء التغذية».

وتؤكد الدراسات أن أكثر من 90% من سكان دول مجلس التعاون الخليجي يعانون من مشكلة تسوس الأسنان، وهذا يؤكد أن علاج الأسنان المكلف يشكل عبئاً على كثير من الدول لارتفاع أسعار المواد الطبية اللازمة والأجهزة الطبية المستخدمة.

وتبرر النسبة الكبيرة من مصابي مشكلة التسوس وغيرها من الأمراض ذلك الاحتياج الكبير لأطباء الأسنان في السوق المحلية، ويبرر وجود 19 كلية طب أسنان حكومية في المملكة إضافة للكليات في الجامعات الخاصة، ويبرر كذلك الحاجة إلى أكثر من 2300 خريج في تلك الكليات سنويا، ويبرر ابتعاث أكثر من 800 طالب إلى الخارج لتكملة الدراسات العليا حسب إحصائية صادرة عام 2018.

إحصائية قطاع علاج الأسنان

19 كلية طب أسنان في الجامعات الحكومية

2300 خريج سنويا

12488 طالب طب أسنان

1173 طبيبا استشاريا

7488 طبيبا مقيما

1759 طبيبا نائبا

+800 طالب مبتعث للدراسات العليا في الخارج