منذ امتدت جائحة كورونا إلى بلادنا بدأ معها عدد من الإجراءات الاحترازية؛ التي تسببت في انحسار واضح لهذا المرض في كافة مناطق بلادنا. وكان للتعليم النصيب الأكبر من الإجراءات الاحترازية، (الممتدة إلى يومنا هذا)، والتي تسببت في إيقاف الحضور في الفصل الدراسي الماضي، وكذلك الفصل الحالي، وتقديم التعليم عن بعد، بأساليب وطرق مختلفة، وأن هذا يعد حلا موفقا من وزارة التعليم لاحتواء هذه الأزمة.

أعتقد أن تقديم الدراسة عن بعد سبب توظيفنا لبعض البرامج، التي كانت تستعمل بشكل ثانوي والتي أرى أنها صممت لإثراء الطلاب من ناحية مثل (بوابة المستقبل)، وتفعيل دور الأسرة من ناحية أخرى.

ربما بسبب تقديم الدارسة (عن بعد) تولد فاقد تعليمي لدى بعض الطلاب، بسبب النقص في توفر الأدوات والمعدات اللازمة لدى بعض الأسر وغير ذلك، ويمكن أن يحدث ذلك ضعفا في العملية التعليمية والمادة العلمية لدى الطلاب، ويعد هذا من ارتدادات هذا الفاقد التعليمي.


وربما أن يكون الفاقد التعليمي موجودا بقوة لدى طلاب المرحلة الابتدائية، من ناحية المعارف والعلوم الأساسية التي لا ينجح التعلم إلا بشكل مباشر في إيصالها للطلاب، وبالحضور وبتعاون الأسرة ويعتمد عليها في المراحل المقبلة.

أخشى أن يكون الفاقد التعليمي موجودا بقوة، لدى بعض الطلاب في بقية المراحل في الأعوام القادمة، وإن من أبرز مظاهر الفاقد التعليمي انخفاض مستوى التحصيل الدراسي، وضعف المادة العلمية والأداء لدى بعض الطلاب، وقد يسبب ذلك رسوبا أو تسربا لقبيل من الطلاب من عملية التعلم، ونتيجة لذلك سنرى انخفاضا واضحا في نتائج الطلاب في اختبار القدرات العامة وغيره من قياس للمرحلة الثانوية.

أرى أن إصلاح الفاقد التعليمي يحتاج إلى تدخل سريع من كافة محاور العملية التعليمية، وأعتقد أن للأسرة دور هام في الإصلاح ويتلخص ذلك في متابعة جادة لأبنائهم الطلاب والحرص على الجوانب الإثرائية المرتبطة بالمادة العلمية، وربما يكون للمعلم دور في مقاومة الفاقد التعليمي يتلخص في الحرص على ربط مواضيع المادة العلمية للطلاب في هذا العام بالمواد المرتبطة بها في الأعوام السابقة إن وجد بينها ارتباط، ومن هنا يجب علينا التفكّر في طرق لإكساب المعلّم المهارات الأساسيّة لتفعيل دوره كعنصر مؤثّر وعامل أساسيّ في مقاومة للفاقد التعليمي من خلال برامج لإعداده أثناء الخدمة لمقاومة الفاقد التعليمي، ويكون ذلك من خلال ورش العمل والدورات وغيرها تقدم من جهات ذات علاقة.