ولكن التغطية الحصرية في جلب الأخبار تخفي عيوبها وتجعلها ذات قيمة جوهرية لدى نسبة كبيرة من الجمهور، وتجعل من العالم الواسع مترامي الأطراف كقرية صغيرة، الأحداث والصراعات التي تشهدها المنطقة يتم تداولها في غضون دقائق معدودة بأدوات بسيطة تتيح لها تبني بعض المواضيع الساكنة وتحويلها إلى قضايا رأي عام، وهذا خلاف الإعلام التقليدي الذي اعتدنا عليه خلال العقود المنصرمة، إذ إنه يرتكز على صناعة المحتوى وصرامة الطرح، والالتزام في المواعيد وفِي آلية البث، ناهيك عن الترسانة التي يحملونها من الكاميرات والآلات ومعدات التصوير والإعداد.
كثير من الأحداث العالمية كانت تغطى وتستتر بحاجب الإعلام المرئي أو المسموع وكان لها سلطة كفيلة في إسقاط دول أو النهوض بالبعض منها، والدلائل على ذلك كثيرة لا حصر لها، على سبيل المثال لا الحصر الأحداث التي جرت في بعض من دول الجوار قبل أعوام، وكيف استغل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء لمصلحته ولكن سرعان ما كشفت "صحافة المواطن" عن لب الحقيقة وإظهارها للمجتمع من خلال مقاطع وصور متداولة عبر السوشال ميديا، وباتت تلك القنوات العتيقة في حرج لا تحسد عليه، لوهلة شعرت بأن البساط قد سلب من عرشها واستوجب عليها مواكبة العصر والتحدث بلغة العاقل المدرك لوعي المجتمع المتزامن والمتجدد مع التقنية الحديثة.
أعتقد آن الأوان لأولئك المؤثرين على الساحة الإعلامية بأن تكون لهم منهجية معينة في طرحهم للأخبار، وهذا لا يعني بالضرورة العمل بشكل شخصي دون طلب المساعدة من الآخرين أو الاستفادة من الكوادر العلمية ذات التخصص.
لِم لا يكون لذلك المؤثر أو المشهور طاقم إعلامي أو معد مختص لبعض الأخبار أو صانع المحتوى بحيث تخرج الأحداث أو الأخبار للمشاهد بصورة أكثر احترافية ويكون من خلالها واكب السرعة في الطرح والحرفية في إعدادها كالإعلام المرئي أو المسموع.