يقف الثوار الليبيون على مسافة 30 كم غرب مدينة سرت معقل العقيد الليبي معمر القذافي، واقتربوا مسافة 100 كم من المدينة بعد سيطرتهم على مدينة بن جواد الواقعة على الطريق بين سرت وبنغازي، من الشرق، ويؤكدون أن السيطرة على سرت تلزمها 10 أيام.

وتعتبر سرت أحد أهم معاقل القذافي ومسقط رأسه، وأصبحت بين فكي كماشة قوات الثوار القادمين من الشرق من بنغازي ومن الغرب من مصراتة. وتجري مفاوضات مع زعماء عشائر سرت بهدف استسلام المدينة، بحسب مصادر عديدة.

وأكد محمد الفورتية قائد قوات الثوار في مصراتة "نحن نتفاوض مع القبائل حتى تستسلم سرت بشكل سلمي" موضحا أن المباحثات لا تشمل إلا زعماء القبائل وأنه بحسب علمه لا يوجد أي اتصال مع معمر القذافي أو المقربين منه.

وفيما وصل رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل إلى قطر أمس، بقي مصير العقيد القذافي مجهولا.

ويعتقد الثوار الذين حددوا كأولوية لهم اعتقال القذافي وأبنائه، أن "القائد" السابق قد يكون لجأ إلى سرت.

من جانبه أكد المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي علي الترهوني أن حكومة المعارضة الليبية لن تتفاوض مع القذافي إلى أن يستسلم مضيفا أن سلطات المعارضة لا تعلم مكان وجوده. وتابع الترهوني المسؤول عن الشؤون النفطية والمالية أنه لا تجري مفاوضات مع القذافي مضيفا أنه إذا أراد أن يستسلم فستتفاوض معه المعارضة وستعتقله.

وكانت وكالة أسوشييتد برس ذكرت في وقت سابق أن موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي صرح بأن القذافي عرض التفاوض من أجل تشكيل حكومة انتقالية مع المعارضة وأشار إلى أن القذافي ما زال في ليبيا.

إلى ذلك، يبذل المجلس الانتقالي جهودا محمومة لاستعادة الحياة في طرابلس حيث ساد الهدوء أمس لليوم الثاني رغم أصوات نيران متقطعة ليل السبت الأحد والعثور على العشرات من الجثث المتفحمة قرب قاعدة عسكرية لنظام القذافي، مع سماع دوي عدة انفجارات وأصوات نيران رشاشات، غير أنه لم يتضح ما إذا كانت صادرة عن مقاتلين موالين للقذافي أم عن الثوار الذي يحتفلون بسيطرتهم على أغلب مناطق العاصمة التي دخلوها قبل أسبوع.

وقال الثوار أول من أمس، إنهم استولوا على قاعدة تابعة للكتيبة 32 التي يتزعمها خميس القذافي بعد توجيه حلف شمال الأطلسي ضربة جوية وإثر سبع ساعات من القتال الشرس.

وفي بناية مجاورة شوهدت البقايا المتفحمة لنحو 50 جثة قال سكان المنطقة إنها لأسرى قتلوا الثلاثاء بالرصاص والقنابل اليدوية.

وقال سجين سابق في البناية كان قد نقل منها بعد اكتظاظها إن الموالين للقذافي ألقوا قنابل يدوية وفروا.

وفي تلك الأثناء وعد عبدالجليل بمحاكمة عادلة في ليبيا للعقيد الهارب ولكبار مساعديه إذا سلموا أنفسهم.

ودعا من مدينة بنغازي، لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لطرابلس خاصة الإمدادات الطبية. وقال في مؤتمر صحفي "ندعو كافة المنظمات الإنسانية للمساعدة لحاجة طرابلس للأدوية ولمواد الإسعافات الأولية والمواد الجراحية".

واتهم عبدالجليل قوات القذافي بالقيام "بعمليات تخريب" ما أدى لنقص المياه وانقطاع الكهرباء في طرابلس قائلا "نعمل على حل هذه المشكلات".