ما إن تنتهي مباراة في المستطيل الأخضر إلا وتبدأ مباريات أكثر سخونة وجدالا عبر وسائل التواصل، متعلقة بتلك المنتهية في الملعب، لكن أبطالها جميعهم خاسرون!

خلال اليومين الماضيين وفي إحدى المنافسات الآسيوية شاهدنا مثالاً حيًا لما يحصل من تعصب ومبالغة في التشجيع، تصل إلى حد السب والشتم، وللأسف بل لا أبالغ إن قلت إنها تصل أحيانا للاعتداء واسألوا مديري القروبات..!

ما الفائدة المرجوة إذا كانت الرياضة وسيلة للتعصب والتفرقة بين الإخوة والأحبة؟


لا أتكلم عن حالة نادرة أو عابرة بل أتحدث عن حالات مجتمعية تحتاج لتثقيف ووعي بأن الرياضة (متنفس) يستمتع من خلالها المتابع، بما فيها من فن ومنافسة وندية وإثارة تنتهي بنهاية المباراة.

الحالة العصبية التي يصل لها بعض المشجعين أمر مؤسف ويؤثر على الحالة النفسية، لذلك إذا لم يبادروا بفهم الرياضة وحقيقتها فإن الأمر يتطور شيئًا فشيئًا حتى يصل لمرحلة الإغماءات واستدعاء سيارة الإسعاف كما شاهدنا.

للإعلام مسؤوليته في نبذ التعصب وأهله وعدم الزج بالأسماء التي عُرف عنها الإساءة للآخرين في القنوات، وجعلهم يتصدرون المشهد وينشرون التعصب لمن يتابعونهم، حتى جعلهم بعض المتلقين قدوات لهم في الرياضة، نتمنى أن نرى توجها حيالهم وعدم تركهم يغذون المجتمع بطرحهم السقيم.

عزيزي المشجع الرياضي العاشق لفريقك رفقًا بالنفس، واعلم أنك حينما تغضب أو تمنع نفسك عن الأكل في ليلة هُزم فيها فريقك أو تتطاول على أحدهم في إحدى وسائل التواصل إنما تقطع في نفسك، ونفسيتك هي أكثر المتضررين وصحتك!!

شجع فريقك وآزره لكن تأكد أنها في النهاية رياضة، والفوز والخسارة لا بد من أحدها، وكل شيء ينتهي مع صافرة الحكم، فلا تحكم على نفسك بالإعدام أو تخسر أحبة من أجل كورة.