بلادنا غنية بمواقعها التاريخية وطبيعتها المتنوعة وكل منطقة لها طابع خاص مختلف عن غيرها.
تسعى المملكة ضمن خطط رؤية 2030 لتنفيذ خطة سياحية تجعلها رقماً قوياً عالمياً، ملامحها ظهرت وبوادر نتائجها تُجنى الآن، والأرقام تحكي التفاصيل المتجددة.
بلادنا لها في تاريخ الحضارة الإنسانية وما زالت حاضرة، وتلعب وزارة السياحة دوراً فعالاً في التعريف بهذه الحضارة والتراث، فقد دخلت عدداً من المواقع الأثرية قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو منها:
- مدائن صالح التي تعد أول موقع سعودي ضمته اليونسكو إلى معالم التاريخ العالمية في 2008.
- الدرعية متمثلة بحي طريف الذي يعد ثاني موقع سعودي ينضم إلى قائمة التراث العمراني العالمي في 2010.
- انضمت مدينة جدة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي في 2014.
- النقوش الأثرية في منطقة حائل هي رابع المواقع الأثرية السعودية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو.
- واحة الأحساء، خامس موقع سعودي ينضم إلى قائمة التراث العالمي في 2018.
كما تدير وزارة الثقافة أيضاً مشروع ترميم وسط الرياض للمحافظة على مباني التراث العمراني وتعزيز الهوية التراثية، وترميم قرية المفتاحة في أبها لتكون وجهة سياحية ثقافية، وتجرى حالياً أعمال الترميم في بلدة العلا القديمة لتحويلها إلى مزار سياحي.
وكذلك هناك - في بلادنا - عدد من المشاريع السياحية العالمية كمشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر.
أين جهود رجال الأعمال والمستثمرين عن بقية المناطق؟ وماذا لو تم استثمار كل منطقة بما يميزها ولو كان تميزاً موسمياً؟ لو أخذنا المناطق الصحراوية وعن الأنشطة التي يمارسها السكان المحليين (صيفاً) فيتم استثمار المحميات فيها ويتم تحويلها لما يشبه "السفاري" ويتم التعريف من خلالها بأنواع الحيوانات الموجودة بالمنطقة، كما يمكن الاستفادة أيضاً من الغطاء النباتي للتعريف بطبيعة الأرض ونوع الأشجار التي تنمو، وتنظم لها رحلات برية، يقابلها رحلات أثرية للتعريف بالمواقع التاريخية، فالسياحة تدعم التراث، والعكس كذلك، وكلها ثقافة وطن.
أما (شتاءً) وما يطلق عليه شعبياً بموسم "الكشاته" أو الرحلات البرية، يتم استثمار الأماكن المعهود الذهاب إليها للتخييم والنزهات بتوفير مرافق بسيطة وأماكن خاصة للتخييم بشكل جاذب - العلا اليوم من النماذج الناجحة في الاستثمار السياحي.
ولا يكون المستهدف فقط هو السائح بل أهل المنطقة أيضاً فهم العجلة الأولى المحركة للتطوير.
وعن بقية المناطق الساحلية في المملكة يعاد تزيين الشواطئ والمنتجعات، وجدولة مختلف الأنشطة فيها في كل موسم وتنشط رياضة "الركمنجة"، كما هو الحال في رياضة "الهايكنج" في المناطق الجبلية.
السياحة تحتاج أفكارا جديدة ومشاريع استثمارية تحيي فيها الروح وتنعش الحياة فيها، وتزيد ثقافة المواطنين والزوار بجماليات وتاريخ البلد، وكل ذلك يدعم الاقتصاد ويزيد الفرص الوظيفية، كما يزيد المداخيل لكل مستثمر سواءً كان حكومياً أو تجارياً، وفوق كل ذلك هي مشاريع لإحياء كل جزء من الوطن والاستفادة من خيراته.