مع هذا كل تبرز أدوار المعلم التي لم تتغير، بل تضاعفت وتناغمت مع التطورات التي حدثت على مستوى العالم، وخاصة في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عند بُعد، وأصبح لزاما على كل معلم أن يطور من نفسه ومن أدواته ومهاراته التقنية، لكي يكون على قدر الحدث.. وهذا فعليا ما حدث!! فقد طور المعلمون من أنفسهم والتزموا بواجباتهم ومسؤولياتهم، وسبروا كل بحور المعرفة التقنية، وتنوعت أساليب أدائهم وتواصلهم مع طلابهم، وكذلك طرق تقييمهم بناء على مقتضيات المناهج الدراسية.
وبالعودة إلى المتعلمين، وعلى الرغم من تعدد مصادر المعرفة والتقنيات الحديثة التي تدعم التعلم الذاتي وتسهم في النمو المعرفي والمهاري، وإلى كل النظريات التي تدعو إلى اعتماد المتعلم على نفسه، وتؤكد زيادة فرص التعليم والتعلم من خلال النوافذ والوسائط التعليمية المتعددة، وعلى الرغم من نجاح العديد من التجارب في هذا الاتجاه، فإن دور المعلم المهم في حياة طلابه وإسهامه في تعليمهم وقيادة رحلتهم التعليمية لا بديل عنه، وتأثيره المباشر وغير المباشر يعطي مؤشرات يمكن قياسها والاتكاء عليها.
لذلك نقول لكل معلم على أرض هذا الوطن: إن دورك مهم ومؤثر وحاسم، وإن ما تقوم به من عمل يومي مع طلابك سيكون له دور في سد الثغرات التعليمية ومعالجة الفاقد التعليمي، وسيسهم في تأهيلهم ليكونوا قادة للمستقبل ومساهمين في التنمية، ومحققين لمستهدفات رؤيتنا الطموحة وتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة.