لا أعلم يا سيدي السبب الذي يجعلني متمسكة بك رغم سقوطك منذ زمن؟!

لا أعلم يا سيدي سبب تعلقي بك رغم جفائك، وحتى العقل يأبى نسيانك فكيف بالقلب الذي أحبك؟!

أنا الآن أكتب لك وعنك وفيك، وأعلم أنك لا تقرأ كلماتي الآن، ولكني على يقين بأنك ستأتي لقراءتها يوما ما.


قد أكون حينها عجوزاً على مشارف السبعين أو التسعين قد بلغت من الكبر عتيا وقد وصلت لأعلى مراحل اليأس والإياس، عجوزاً همها الوحيد أن تكون بقربها "عصاتها" التي تستند عليها لأداء الصلوات بطمأنينة، عجوزاً غزاها الشيب واكتسحتها التجاعيد، وسلب الزمان منها الغالي والرخيص.

حين تأتي لقراءة كلماتي في ذلك الزمان القادم أعدك حينها أنني سأحاول إحياء هذه الكلمات [الميتة على الورق].

وإلى ذلك الحين يا عزيزي دعها تغفو هنا بسلام، دعها تغفو بسلام حتى تسمح بحلول السلام بيننا، وحتى يحل الوئام ويحيا الوصل بيننا، وينتهي زمن الحروب وتنتهي المعارك بيننا، وكلي أمل أن يحدث هذا قبل فوات الأوان.