ويرى المراقبون أن التفجير يأتي في إطار الرسائل الضمنية من تنظيم الإخوان الإرهابي قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الثاني في برلين، والذي تنظمه ألمانيا وترعاه الأمم المتحدة للتأكيد على الحلول والأطر الدولية التي تقضي بضرورة تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها وحظر مدها بالسلاح التركي، وهو ما أقره مؤتمر برلين الأول في يناير 2020، وأكدته المبادرة المصرية في يونيو من العام نفسه.
ويعتبر الإخوان أن مخرجات هذه المؤتمرات الدولية تضييقا على مشروعهم في ليبيا، لذلك تعلن الميليشيات عن وجودها مع توقعات بعمليات إرهابية أخرى.
الأزمة الليبية
من بين ما أشار إليه المراقبون من خطوات لإعاقة الوصول إلى حلول للأزمة الليبية، هو محاولة التنظيم الإرهابي القفز وتجاوز كل الاتفاقات الدولية والإقليمية وحتى الليبية السابقة، لإعادة المسارات إلى المربع رقم صفر، بدعوى الحفاظ على الثورة، وذلك في حال لم يكن لهم دور في المسارات اللاحقة.
تشكيل حكومة حرب
دعا الإخواني، محمد الهنقاري، إلى تشكيل حكومة حرب وإنهاء حكم المجلس الرئاسي.
ويشير المراقبون الى أنه مع اقتراب ساعات الحسم الدولي للأزمة في ليبيا، تنتاب التنظيم حالة هستيرية ويفزع قياداته إلى حواضنهم الخارجية في أنقرة والدوحة.
وكانت مصادر أمنية ليبية كشفت، أن الإخواني خالد المشري رئيس ما يعرف بـ»مجلس الدولة» الاستشاري في طرابلس، أجرى محادثة هاتفية مطولة، مساء الأحد، مع أمير قطر تميم بن حمد.
وتناولت المكالمة مستقبل التنظيم الإرهابي وطرق الضغط على مؤتمر «برلين 2» للحفاظ على مكاسب التنظيم وأدواته الميليشياوية في الداخل الليبي.
كما استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حكومة طرابلس، فايز السراج، في أنقرة في زيارة فسرها المراقبون بأنها رسالة تركية للمؤتمر تفيد باستمرار دعمه للسراج وبقاءه مرشدا للتنظيم الإرهابي.
الفوضى الأمنية
يقول عضو المؤتمر الوطني السابق، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمؤتمر الليبي العام (2012 – 2014)، الدكتور عبد المنعم اليسير، في تصريحات لـskynews ، إن جماعة الإخوان الإرهابية حققت مكاسب الفترة الماضية تحاول الحفاظ عليها أو بعضها بشتى الطرق.
وأن الفوضى الأمنية في غرب ليبيا تسمح للتنظيم الإرهابي بالمناورة والضغط بتحريك ميليشياتها بأريحية والقيام بعمليات إرهابية وتفجيرات متكررة.
مشيرا إلى أن أكبر مصيبة تعاني منها ليبيا هي سيطرة جماعة الإخوان التي اجتهدت قدر وسعها لعرقلة تمكين القوات المسلحة والمؤسسة الأمنية وساهمت بقوة في تفتيت ما كان متبقيا من أجهزة أمنية، لأنها تعلم أن الاستقرار سيضعها أمام المساءلة على جرائمها السابقة.
كما يقول عضو البرلمان الليبي الدكتور علي التكبالي، إن التنظيم الإرهابي حاول مؤخرا عبر بعض عناصره رشوة بعض الموظفين بالبعثة الأممية، لتمكينهم من حضور مؤتمر جنيف، في محاولة منهم للحصول على بعض المناصب.
يعتمد تنظيم الإخوان الإرهابي على بقائه لاعبا في الساحة الليبية على:
01 الفوضى الأمنية
02 الارتباك والانشقاق السياسي
03 انتشار السلاح والميليشيات
04 ضعف الدولة والفساد المالي