في وقت تطالب فيه جهات عدة في مقدمتها وزارة الداخلية، وإدارة المرور بتجنب مخالفات عدة، خلال الاحتفالات الشعبية العفوية بالمناسبات الوطنية الكبيرة، مشددة على أن مرتكبيها يعرضون أنفسهم للمساءلة والعقوبات والغرامات، ومنها مخالفات «تغيير لون المركبة، ووضع ملصقات أو عبارات، وإخفاء لوحات المركبة، والخروج من نوافذ المركبات للاستعراض، والترجل من المركبة وسط الطريق، ومضايقة الآخرين، والسير في شكل مواكب، وتعمد إزعاج الآخرين باستخدام منبه السيارة، والوقوف في الممنوع»، طالب قانونيون كذلك بتفعيل لائحة الذوق العام وتطبيقها في مثل هذه المناسبات، ليكون التعبير عن الفرحة متناسبا مع أهمية المناسبة، فلا يعكر صفوها، ولا يجعلها فرصة لارتكاب المخالفات المسيئة.

ويرتكب المحتفلون وفي سلوك خاطئ تصرفات تكدر صفو الآخرين، وتعكر مزاج الشارع العام، ولا يمكن أن تبرر بحسن نية المحتفل ورغبته بإظهار فرحته بالمناسبة، لأن القانون يحاسب على الأفعال قبل أن يتناول النوايا.

احترام القيم


يقول المستشار القانوني عبدالله قاسم العنزي لـ«الوطن» متناولا المراد من الذوق العام «المنظم السعودي عرّف الذوق العام في المادة الأولى من لائحة الذوق العام بأنه مجموعة السلوكيات والآداب التي تعبر عن قيم المجتمع ومبادئه وهويته، بحسب الأسس والمقومات المنصوص عليها في النظام الأساسي للحكم، وفي المادة الثالثة أكد على أنه يجب على كل من يكون في مكان عام احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة، وحينما نعود إلى قراءة النظام الأساسي للحكم نجد أنه يعبر بصراحة في المادة الـ41 عن مراعاة مشاعر المجتمع واحترام تقاليده، ونص في المادة التاسعة في ذات النظام على أن الأسرة هي نواة المجتمع السعودي ويربى أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله، ولرسوله، ولأولي الأمر، واحترام النظام وتنفيذه، وحب الوطن، والاعتزاز به وبتاريخه المجيد وما نشاهده من سلوك حضاري وتعبير صحيح عن الفرحة في هذه المناسبة الوطنية إنما هو نابع من قيم الأسرة السعودية».

وأضاف «أما فيما يحصل من مخالفات من بعض الشباب أو الفتيات فإنه بالتأكيد يعاقب كل من ارتكب سلوكاً أفسد الذوق العام بالعقوبات التعزيرية، لأن الذوق العام جزء لا يتجزأ من النظام العام والآداب العامة للدولة».

وطالب العنزي النيابة العامة بتفعيل دورها في حماية المجتمع وتحريك الدعوى الجنائية تجاه كل من يفسد الذوق العام في المناسبات الوطنية، مبينا أنه يحق لأي مواطن يشعر بخطورة تلك الأعمال على أسرته في الاحتفالات والمناسبات الوطنية أن يبادر بإبلاغ الدوريات الأمنية لاتخاذ اللازم.

تقليد الآخرين

توضح المحامية والمستشارة الاجتماعية رباب أحمد المعبي أن «بعض السلوكيات الشبابية المنفردة انتشرت من منطلق تقليد الآخرين، ويمارسها الشباب من الجنسين في التجمعات والفعاليات الوطنية ويعدونها نوعا من التعبير عن الفرح والسرور دون التفكير في عواقبها، وأنها قد تلحق الضرر بهم وبغيرهم وبالمجتمع، وبأنها تعكس صورة سلبية عن المواطن والوطن، وهو اختلال ثقافي يعاكس تعزيز الهوية الوطنية والولاء والانتماء للوطن، لأنَّ الإنسان الواعي المتعلِّم والمنتج، يمثل المجتمع والوطن في انضباط سلوكياته وفق التعاليم الشرعية والأنظمة، والدولة شرعت عددا من الأنظمة لحماية المواطن واحترام الحريات وضبط السلوكيات الشاذة، وتأصيل معنى التطور الحضاري ومنها نظام الذوق العام، وهو مجموعة السلوكيات والآداب التي تعبر عن قيم ومبادئ المجتمع وهويته، ويفرضها المكان والزمان بالمجتمع السعودي بثقافته الإنسانة وسلوكياته المتعارف عليها».

مخالفات واضحة

تؤكد المعبي أن «النظام يشمل مخالفات منصوص عليها في لائحة الذوق العام ومنها (ارتداء اللباس غير اللائق في الأماكن العامة أو الملابس الداخلية وثياب النوم أو تلك التي تحمل عبارات أو صورا أو أشكالا تخدش الحياء أو ذات رمزية عنصرية أو تسهم في إثارة النعرات، أو تروج للإباحية وتعاطي الممنوعات، ووضع الملصقات وتوزيع المنشورات التجارية في الأماكن العامة دون ترخيص، إضافة إلى إشعال النار في الحدائق والأماكن العامة في غير الأماكن المسموح بها، والتلفظ بقول أو الإتيان بفعل فيه إيذاء أو إخافة لمرتادي الأماكن العامة أو تعريضهم للخطر، أو تخطي طوابير الانتظار بالأماكن العامة لغير الحالات المستثناة التي تحددها الجهة المعنية، إضافة إلى استخدام الإضاءة المؤذية كالليزر وما في حكمها بما يؤذي أو يضر مرتاديها أو يؤدي إلى إخافتهم أو يعرضهم للخطر، كما تم تصنيف تصوير الأشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم أو تصوير الحوادث الجنائية أو المرورية أو العرضية دون الحصول على إذن أطرافها بمخالفة من مخالفات الذوق العام، تستدعي على مرتكبيها الغرامة المالية وحذف وإلغاء ما التقطوه من صور».

وتضيف «من بين المخالفات التي نصت عليها لائحة الذوق العام «رفع صوت الموسيقى داخل الأحياء السكنية، وتشغيل الموسيقى في أوقات الأذان وإقامة الصلاة، وإلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لها» حيث حددت لائحة الذوق العام 19 مخالفة يعاقب مرتكبها بغرامات مالية، أقلها 50 ريالا وأعلاها 3000 آلاف ريال».

مخالفات ترتكب بكثرة في المناسبات

* تغيير لون المركبة

* وضع ملصقات أو عبارات

* إخفاء لوحات المركبة

* الخروج من نوافذ المركبات للاستعراض

* الترجل من المركبة وسط الطريق

* مضايقة الآخرين

* السير في شكل مواكب

* تعمد إزعاج الآخرين باستخدام منبه السيارة

* الوقوف في الممنوع

* رفع صوت الموسيقى داخل الأحياء

* تخطي طوابير الانتظار بالأماكن العامة

* استخدام الإضاءة المؤذية كالليزر وما في حكمه

* تصوير الأشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم

* الإتيان بفعل فيه إيذاء أو إخافة لمرتادي الأماكن العامة أو تعريضهم للخطر