فيما يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم، أثنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” بالدور القيادي الذي اضطلع به المعلمون والجهات المعنية للتصدي لأزمة كورونا وتوفير التعلم عن بعد، ودعم الفئات الضعيفة وإعادة فتح المدارس وضمان سدّ الثغرات التعليمية، بمن فيهم المعلمون في السعوديين البالغ عددهم 411963، والذين يشرفون على تعليم 4215027 طالبا وطالبة عبر منصة مدرستي، ويمثلون 84% من إجمالي الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية الـ3 البالغ عددهم 5020088. كما يوجد هناك 20709 من قائدي المدارس في مختلف المناطق والمحافظات يشرفون على هذه العملية أيضا.

97 % نسبة المعلمين المشاركين

أكد المعلم سعيد الغامدي لـ”الوطن” أن تعامل المعلمين والمعلمات مع الأزمة ينسجم من تعامل الوزارة بشكل عام عن طريق تهيئة المنصة التعليمية وإدخال برامج داعمة للمنصة وتنظيم الجدول المدرسي ومتابعة الطلاب والطالبات من خلالها بدقة متناهية ووضع حضور وانصراف، مؤكدا أن دخول المعلمين والمعلمات بلغ نسب عالية تجاوزت 97%.


قال إنه رغم الظروف التي تواجه العالم والانتقال المفاجئ دون جاهزية أجبر المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات على قبول واقع المنصات التعليمية وإيجاد حلول واسعة لمواجهة تعطل مسار التعليم، لافتا إلى أن أبرز التحديات التي واجهة قطاع التعليم هي انقطاع الانترنت المتكرر وغالبا متطلبات المعلمين والمعلمات وجود شبكات إنترنت قوية وتفعيل الألياف البصرية بشكل كامل في مناطق المملكة. وأضاف: تحول التعليم خلال 6 أشهر من تعليم تقليدي إلى تعليم عن بعد بشكل لا يوصف وبشكل منظم ومراقب ومتسلسل على مستوى إدارات التعليم، مشيرا إلى هذه الأزمة أثبتت أن المعلم هو المحور الأساسي في العملية التعليمية والوزارة قامت بتهيئة أجواء التعليم عن بعد وتوفير عدد من الأجهزة الإلكترونية لذوي الظروف الصعبة والأسر المحتاجة بالتعاون مع الجهات الخيرية والمجتمعية من اجل تهيئة بيئة مدرسية ناجحة للطلاب والطالبات.

مواكبة التعليم عن بعد

قالت المستشارة التربوية حنان الحمد لـ”الوطن” إن المعلمين والمعلمات تمكنوا بمواكبة التعليم عن بعد ووجدناهم مستعدين لهذا النوع من التعليم وتطوير مهاراتهم والانخراط في الدورات التدريبية لرفع استعدادهم وجاهزيتهم للتعليم عن بعد ووجدنا نماذج كثيرة، كما أن هناك معلمين ومعلمات يضحون بوقتهم ومالهم لمساعدة الطلاب وأداء الرسالة التعليمية، مؤكدة أن التعليم عن بعد طريقة مختلفة عن التعليم التقليدي، ويجب على المعلم أن يضمن الطلاب متابعين ومتفاعلين، وعليه أن يستخدم جميع الوسائل المتاحة وغير المتاحة، ويواجه مشاكل تقنية، ومشاكل في عدم المعرفة في الأمور التقنية من قبل أولياء الأمور أو ضعف الحالة المادية، وكل هذه تؤثر في إيصال المعلم رسالته إلى الطلاب، وأصعب ما يواجه المعلم الخلل التقني في المنصات مما يجبر المعلم على إيجاد حلول بديلة، ووجدنا ذلك في أرض الواقع عن طريق برامج أو تطبيقات أخرى بديلة من أجل عدم توقف المسار التعليمي.

تهيئة البيئة التعليمية

أوضح المعلم عبدالخالق القرني لـ”الوطن” أن قطاع التعليم شهد حقبة جديدة في التعليم عن بعد، وبشكل أساسي في مدة زمنية قصيرة ومفاجئة بمساعدة الأدوات والتقنيات المتعددة، مبينا أن بعض أولياء الأمور مقصرين في تهيئة البيئة التعليمية المناسبة للطفل من أجل متابعة دروسه وحصصه وتركهم يلعبون دون الانتظام الدراسي محملين المعلم والمدرسة هذا الإهمال الناجم عن الأسرة.

وأضاف أن البيئة التعليمية الإلكترونية تتيح للمعلم رصد الملاحظات على الطلاب وإحالتها لقادة المدارس، ومن ثم للمرشد الطلابي الذي بدوره يقوم بالتواصل مع ولي الأمر، بما حدث والتعهد على الطالب بعدم تكرار ذلك، موضحا أن تهيئة البنية التحتية للتعليم الإلكتروني في المملكة ساعدها في التقدم والنجاح بنسبة 99%.