الأرقام اليومية التي تعلن في إحصائية كورونا تحمل في طياتها أملا كبيرا بانحسار هذه الآفة التي آذت خلق الله.
ففي العالم وصلت الوفيات إلى أكثر من مليون نسمة، والإصابات قاربت الأربعين مليونا، ورغم مرور حوالي تسعة أشهر ولد فيها حوالي مائة مليون في عام كورونا، وتوفي 44 مليون نسمة، منهم مليون نسمة بفيروس كورونا، لم يتم الإعلان بشكل واضح وشاف عن علاج لهذا المرض، ويبقي البنادول وفيتامين سي ومن وراء الكواليس العسل والحبة السوداء هي العلاج، كما وصل ممن تعافوا والحمد لله، ومن توفي رحمهم الله، فكلنا نعلم أن (كل نفس ذائقة الموت)، ومن لم يمت بالسيف مات بغيره، تعددت الأسباب والموت واحد.
لكن يبقي العلاج مطلوبا لسرعة التشافي والتقليل من الأعراض والآلام.. طبعاً لا تنتظروا من منظمة «الكحة العالمية» أخبارا تسر الخاطر فهذا من الممنوعات، إذا قيل عن علاج ردوا ما ينفع، وإن أخبر عن لقاح قريب الظهور للاستخدام، قالوا بدري عليك لا لا، كما غناها عبدالله محمد، ثم سيقولون إن توصلت إحدى الدول للقاح، وأصبحوا أمام أمر واقع هذا يحتاج عدة سنوات حتى يتم توزيعه، وأهم شيء للدول الفقيرة، ويا عيني على هذه الدول التي أصبحت وأمست مشجبا تعلق عليه كل الحجج والأسباب، «وحلني كمان» وهذا القول لمنظمة الكحة إذا توفرت المبالغ اللازمة، والتي قد تزيد عن 135 مليار دولار.
وإذا توفر اللقاح والمال، وتم التوزيع والمدير يردح، فسيقول انتظروا كم سنة وحتشوفوا نتيجة التلقيح الي مش صحيح، هذا ناهيك عن صراعها مع أمريكا، وقضية تصنيع اللقاح وأنها بفعل فاعل تقديره «الصين»، والتي حتى الآن لم ولن ترسو على إجابة تشفي الغليل وأعني منظمة الصحة.
أما بالنسبة لكيفية نشوء الفيروس فقد خرجت أصوات لبعض العلماء منهم العالم الفرنسي لوك مونتانيه الذي اكتشف فيروس المناعة وحصل على جائزة نوبل لهذا الاكتشاف، وقال إن الفيروس أضيفت له جزيئات من فيروس نقص المناعة، وقد عارضه في هذا الرأي العالم الروسي الكسندر سيميونوف، أما العالم الأمريكي في جامعة كامبريدج بيتر فوستر فقد أفتى بأن الفيروس ليس منشؤه ووهان فقط ولكن عدة جهات وليست المسألة أبيض أو أسود فقط، كما أن هناك من ادعى أن الفيروس أصله فرنسي، وآخر ما أتحفنا به العلماء أن إنسان نياندرتال وهو الإنسان البدائي الذي انقرض قبل 24 ألف سنة، والذي تزاوج مع الأمم في أوروبا وغيرها قد نقل لهم جيناته وهي السبب في مضاعفات كورونا «والحمدلله الذي ما بيننا وبينه نسب».
الحقيقة أننا لا يهمنا مصدره ولا عائلته، فما من أحد سيطلب ود إحدى بنات الفيروس، لأنها أصلا ترمي نفسه حلال أو حرام على الناس، ونعود من حيث بدأنا، فتسعة أشهر من المعاناة من هذا الفيروس فترة كافية لأن «توري المهمل قرصه فيعقل».
المسألة مش لعب، إنه فيروس ماكر سريع الصحبة وإن كانت صحبة مكروهة، هذا الفيروس لعب بصحة العالم وبحياتهم، ونمط وأسلوب معيشتهم، وفرق الأحباب حتى كدنا ننسى بعض الوجوه، وخاصة مع الكمامات التي لا نعلم بعد ما يزال الحظر، سنعرف بعض من دونها أم لا.
لقد قامت الجهات المختصة الطبية وغيرها بالإجراءات المختلفة التي بحمد الله حدت من انتشاره، ولكن وفي وجهة نظري أن ما بقي هو الأهم، فقد شاهدنا ما حدث في كثير من دول العالم بعد ما انحسر منها الكورونا عادت والعود كان أسوأ، ماعدا الصين، ويبدو أن الكثرة تغلب الشجاعة، وهناك علامات استفهام، فماذا فعلت الصين في البدء؟ وماذا فعلته الآن وقد تعافت؟.
القصد أننا في هذه المرحلة يجب أن نعمل على أن نشدد التدابير الصحية والتوعية، وأشدد على التوعية، فأخشى ما أخشاه تهاون المجتمع بعد معرفة الأرقام المشجعة.
فليكن شعارنا هزيمة كورونا للأبد، فلنضع أيادينا معا، ولنقضي على فيروسها تماما، لن نكتفي بما أنجز، نريد تلك الأرقام صفرا، ونتمنى السلامة والصحة فلنصفرها.
ننشد تعافي الاقتصاد فلنصفرها.
نحب عودة الحياة الاجتماعية وبالذات الأسرية لطبيعتها فلنصفرها.
نحب عودة الطلاب إلى المدارس والجماهير إلى الملاعب فلنصفرها.
هكذا لابد أن يكون التوجه الإعلامي التوعوي القادم، وإعادة إيضاح العقوبات على مخالفي أنظمة الحذر، وإن تطلب الأمر تشديدها فليكن.
لا أخطر أيها الأنام من الاعتقاد بأن الأمر لم يعد يستحق الاهتمام.