في الخامس من أكتوبر من كل عام نحتفل مع العالم باليوم العالمي للمعلم، احتفاءً وتكريماً لأولئك الرجال والنساء الذي نذروا حياتهم لمهنة التعليم بمفهومها الشامل من رعاية مدرسية، وتنشئة سليمة في ضوء ديننا الحنيف وثقافتنا العربية وتوجهاتنا الوطنية، وتعليم وتثقيف بالقيم والعلوم والمعارف والمهارات التي صنعت حاضرنا المزدهر وتعمل بإذن الله على بناء مستقبل واعد لوطننا الغالي وفق رؤية ملهمة.

لكل منا في هذه اليوم، ذكريات حافلة مع معلمينا الذين شهدنا معهم ومنهم معاني الولاء والانتماء لهذا الوطن، وصور الإخلاص والالتزام في أداء المهنة. أولئك الذين يعتقدون بصدق أنها أشرف المهن وأعلاها مكانة وأفضلها مثوبة عند الله وقيمة عند الناس. يتجلى نجاحهم في أداء مهمتهم في تهيئة رجال ونساء من أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه يعملون في مختلف مجالاتهم بجد وإخلاص لتنميته وازدهاره.

ولا نكتفي في هذا اليوم بحديث الذكريات، بل يمتد تقديرنا لزملائنا وزميلاتنا في كل فصل وفي كل مدرسة، والذين قدموا نموذجاً مميزاً لمهنة المعلم والتعليم خلال هذه الجائحة، في صورة تتجاوز حدود الزمان والمكان. فالمعلمة – كما المعلم- تقوم بوظيفتها من بيتها، وتشرك أبناءنا وبناتنا في اهتمامها ورعايتها بأبنائها وبناتها، ولساعات ممتدة، ولا تدخّر في ذلك وسيلة من وسائل التواصل في القيام بذلك ومتابعته إلا وظّفتها بفاعلية وجد.


وفي اليوم العالمي للمعلم، نستشرف كذلك مستقبل هذه المهنة العظيمة وواجباتنا تجاهها في دعمها وتطويرها، وتأكيد أهميتها ومكانتها، والتأكد من ضمان جودتها من حيث تحديث برامج إعداد المعلم في الجامعات واعتمادها أكاديمياً، وتطوير المعايير المهنية والتطويرية للمعلم بما يدعم مسيرته في تحقيق رسالته.

لقد كان لي شرف أن أنشأ في بيت معلم بذل حياته كلها في خدمة هذه الوظيفة بحيث يكون حبي لها وتقديري لدورها يصدر عن خبرة ومعايشة منذ الصغر لما يبذله ويقدمه أساتذتنا ومعلمونا، ثم أن يكون عملي الأول في مجال إعداد المعلم فأكون عاملاً وشاهداً في صناعة مستقبل هذه المهنة، في وطن يسارع الخطى بقيادة حكيمة لتحقيق رؤية طموحة، ركنها وعمادها هو تنمية قدراتنا البشرية بكفاءاتنا الوطنية وهم المعلمون والمعلمات.