أعلنت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن أمس، سلامة المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدة عدم تعرضهم لأي مشاكل جراء الإعصار "إيرين".
وأوضحت أن الملحق الثقافي تواصل مع عدد من رؤساء الأندية الطلابية في الولايات التي عبر بها الإعصار، مشيرة إلى استعدادها لتعويض أي مبتعث عن تكلفة مكوثه في الفندق في حالة اضطراره لذلك.
وكان الإعصار إيرين اجتاح نيويورك محملا برياح عاتية ومسببا سقوط أمطار غزيرة في وقت مبكر من صباح أمس، مما أدى إلى إغلاق العاصمة المالية للولايات المتحدة وأكبر المدن سكانا وسبب انقطاعا في الكهرباء، الأمر الذي جعل شوارع نيويورك التي تشبه خلية النحل في العادة، شبه ساكنة، ليتحول لاحقا إلى عاصفة استوائية مخلفا فيضانات وأمطارا غزيرة، بعدما أجبر سلطات المدينة على إجلاء 370 ألف شخص.
وقال حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي إن إعصار إيرين قد يلحق أضرارا بالاقتصاد الأميركي المتضرر بالفعل، تناهز عشرات المليارات من الدولارات، في حين يتوقع خبراء أن تقديرات الخسائر المادية ستكون أكثر بكثير إذا تأكد أن العاصفة ضربت نيويورك بشكل مباشر.
أكدت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن أن جميع المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية بخير ولم يتعرض أي منهم لمشاكل جراء الإعصار "إيرين".
وأوضحت أن الملحق الثقافي تواصل مع عدد من رؤساء الأندية الطلابية الموجودة في هذه الولايات للاطمئنان على سلامة أوضاع المبتعثين الذين أكدوا أن جميع المبتعثين بخير.
وتحدثت الملحقية في بيان إيضاحي لها عن الإجراءات التي اتخذتها بشأن الإعصار، مبينة أنها بادرت وكالمعتاد قبل وصول الإعصار بإرسال رسالة إلكترونية جماعية للمبتعثين الموجودين في الولايات المعنية لتحذيرهم من الإعصار وتوجيههم اتباع تعليمات السلامة وكذلك تزويدهم بأرقام وهواتف المسؤولين.
وقالت إن الملحقية شكلت فريق عمليات جديدا من سبعة أشخاص وتم تعميم أسمائهم وهواتفهم برسالة إلكترونية على المبتعثين الموجودين في تلك الولايات كما تم إبلاغ المبتعثين أن هذا الفريق سيكون موجودا بالملحقية على مدار الساعة وأن الملحقية اتخذت بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين الترتيبات اللازمة لمساعدة وإيواء أي مبتعث في حالة تعرضه لأي صعوبات أو مخاطر من جراء الإعصار، حيث سيتم تعويض أي مبتعث عن تكلفة مكوثه بالفندق في حالة اضطراره لذلك.
وكان الإعصار "إيرين" قد اجتاح نيويورك محملا برياح عاتية ومسببا سقوط أمطار غزيرة في وقت مبكر من صباح أمس مما أدى إلى إغلاق العاصمة المالية للولايات المتحدة وأكبر المدن سكانا وسبب انقطاعا في الكهرباء، الأمر الذي جعل شوارع نيويورك التي تشبه خلية النحل في العادة شبه ساكنة بعد أن أمرت السلطات بإجلاء عشرات الآلاف من السكان من المناطق المنخفضة وإغلاق شبكة مترو الأنفاق والمطارات وخدمات الحافلات.
وقد واصل الإعصار طريقه إلى مدن الساحل الشرقي بسرعة 780 كيلومترا في الساعة وكان يحيط بمراكز رئيسية في الشمال الشرقي مهددا بفيضانات خطيرة وارتفاع في الأمواج.
ومن ولايتي نورث كارولاينا وساوث كارولاينا إلى مين هناك عشرات الملايين من الأشخاص الذين يسكنون في مناطق تقع على مسار الإعصار "إيرين" الذي وصل إلى البر في نورث كارولاينا مع بزوغ فجر أول من أمس مسببا تساقط أمطار غزيرة وسقوط الأشجار وقطع الكهرباء عن 1.8 مليون منزل ومحل تجاري ودائرة حكومية أو شركة أهلية، كما أثر على العمل في مصافي النفط وأجبر المحطات النووية على خفض الكهرباء، فيما أغلق خفر السواحل الأميركي ميناء فيلادلفيا وهو مرفأ نفطي وقيد بعض حركات السفن في ميناء نيويورك.
وأوقفت شركة إكسيلون لتوليد الكهرباء العمل في محطة أويستر كريك للطاقة النووية في نيوجيرزي كإجراء احترازي. وتمد المحطة 600 ألف منزل بالكهرباء.
من جانبه، حذر رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج أكثر من ثمانية ملايين شخص يعيشون في المدينة من الإعصار المدمر الذي وصفه بأنه "عاصفة تهدد الأرواح"، وحث المواطنين على البقاء في منازلهم لتجنب الشظايا المتطايرة أو الفيضانات أو خطر الصعق بالكهرباء نتيجة خطوط الكهرباء المقطوعة بفعل العاصفة. ومضى يقول "الوضع خطير في الخارج". وصدرت أوامر لنحو 370 ألف شخص من السكان في المناطق المنخفضة بمغادرة منازلهم في ظل توقعات المركز الوطني للأعاصير ومقره ميامي ارتفاع الأمواج لما يصل إلى 2.5 متر في لونج إيلاند والمناطق الرئيسية في نيويورك وبلوغ سرعة الرياح 130 كيلومترا في الساعة.
وقد صنف المركز الوطني للأعاصير "إيرين" باعتباره إعصارا من الدرجة الأولى طبقا لمقياس سفير سيمبسون المؤلف من خمس درجات. وقال المركز الوطني للأعاصير إن "إيرين" محمل برياح من الممكن أن يكون لها أثر أقوى على الطوابق العليا من ناطحات السحاب.
وعلى صعيد الخسائر البشرية، ارتفعت حصيلة ضحايا إعصار "إيرين" إلى عشرة قتلى بمنطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة حتى وقت مبكر من صباح أمس.
وذكرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأميركية أن أغلب حالات الوفاة وقعت إثر تعرض الضحايا لسقوط الأشجار أو فروعها عليهم أو سقوط أشياء أخرى بسبب الرياح الشديدة. وشهدت ولاية "نورث كارولينا" وحدها خمس حالات وفاة، فيما وقعت ثلاث حالات في ولاية "فيرجينيا" وحالة وفاة واحدة في كل من مريلاند وفلوريدا.
ومن ناحية أخرى انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل بسبب الأضرار التي ألحقتها العاصفة بخطوط الكهرباء.
وكان العام الحالي الأكثر تطرفا في الأحوال الجوية في تاريخ الولايات المتحدة وبلغت الخسائر 35 مليار دولار حتى الآن من الفيضانات والأعاصير وموجات الحر. في حين صرح كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي أمس أن إعصار "إيرين" قد يلحق أضرارا بالاقتصاد الأميركي المتضرر بالفعل تناهز عشرات المليارات من الدولارات، أثناء حديثه إلى شبكة "إن بي سي" الإخبارية.
ويقول الخبراء إن تقديرات الخسائر المادية ستكون أكثر بكثير إذا تأكد أن العاصفة ضربت نيويورك بشكل مباشر، حيث تعد نيويورك العاصمة المالية للولايات المتحدة وكبرى المدن الأميركية إذ تضم قرابة 19 مليون نسمة يعيشون في المدينة وضواحيها.
وكانت هيئة كينيتيك أناليسيس التي تتوقع حجم الخسائر عبر نماذج بالحاسب الآلي، قد تكهنت الجمعة الماضية أن يتسبب الإعصار في أضرار تتراوح قيمتها بين خمسة وعشرة مليارات دولار حسب آخر ما توافر من بيانات الطقس في ذلك الحين.
وقالت الهيئة أمس في أحدث بياناتها إن الخسائر في ولايتي كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية اللتين كانتا أول ولايتين يضربهما الإعصار مع وصوله إلى اليابسة الجمعة الماضي، قد تتراوح بين 200 مليون و400 مليون دولار.
يذكر أن إعصار كاترينا تسبب في أفدح الخسائر في تاريخ الولايات المتحدة حيث أغرق مدينة نيواورلينز عام 2005 وقدر أن خسائره ربت عن 100 مليار دولار.