هذا مَثَلٌ عند «القصمان» يطلقونه على الذي يتجمد فكراً أو سلوكاً ولا يتغير مع تغير الظروف.

بين وقت وآخر ألتقي معارف قدماء، من الجيران السابقين، أو زملاء في مسيرتنا العلمية والعملية، أو حتى أصدقاء، ومن النخبة أحياناً.

فأجدهم على نوعين لا ثالث لهما غالباً.


نوعٌ منهما تجده قد تغير ليس بشكله، وإنما في حياته عموماً، وتراه قد تقلب بهمة لا تلين، دون يأس ولا جمود، سوى في الأصول الدينية والاجتماعية. ونوعٌ آخر هو نفسه لم يتطور في حياته، وكأنه من أصحاب الكهف، فلا تدري كيف تخاطبه وتتعامل معه.

والغريب في الأمر أن النوع الأول يراك مثله في التطور، وأما الثاني فلا يلوم نفسه على تكلسه وإنما يلومك على نموك.

ويعجبني الذي تراه في كل يوم في زمانه، وكل ليلة في مكانه، بلا ملل ولا كلل، وكأنه عدة أشخاص مخلوطين في روح واحدة.

ومن حق كل أحد أن يكون أحد النوعين، ما دام يتحمل وحده هذه المسؤولية.

لكن حينما يكون الضحية ذويه من أهله، فضلاً عن مجتمعه، ناهيك عن المسؤولية العامة التي تحت يده؛ فحينها ليست المسألة حرية شخصية بل ضرر متعدٍ قد يقع.

فالقناعات الشخصية لا يجوز أن يدفع ثمنها سواك، والاجتهادات المرتجلة لا يقبل أن يتحملها غيرك.

ما دمتَ حياً فلا بد أن تنمو وتتغير؛ وإلا فأنت ميت يتنفس.