عندما تتأهب لبداية الطريق لابد أن تستعد لإنهائه جيدا، هناك طريق يستغرق السير فيه دقيقة وآخر ساعة وغيره سنة بل وسنوات.

لا بد أن تعد له جيدا مع أنك لا تضمن إلى أين سينتهي أو بأي شيء سينتهي.

عتاد طريقك هي نواياك الخيٓرة وأعمالك الطيبة وتمسكك بحبل الله.


عدم الالتفات لمقولات البشر ونقدهم إن كنت تتخذ سبيلا خاصا بك ترسم أنت حدوده وعلاماته وقوانين السير به.

اقتناعك طوال مسيرتك بأنك على صواب تسير على خارطة سليمة لا يلهيك تهكم أحدهم ولا سخريته عندما يسبقك أو يحاول استعراض فنون السير السريع ليصل قبلك، فلربما يصطدم بعثرة أو يسلك طريقا وعرا لا يصل فيه أبدا إلى ما كان يصبو ويريد.

ليس عيبا أن تتوقف بطريقك كي تقيم حجراً ربما يعرقلك عن الوصول لهدفك، والعنوان الذي تريد الوصول إليه أو يساهم في تعرضك لجروح ربما لا تشفى، أو أن تصل وأنت تنزف ألما يعوقك عن الفرحة ببلوغ الهدف، عندما تقف لتعدل وجهتك إن اكتشفت خطأً أو خطرا لا تعتبر ذلك عيبا فيك أو تأخرا عمن سبقك، العيب أن تستمر في خوض طريق وجدته على الخارطة معك مرسوم ولكنه ربما يكون وعراً أو يلزم السير فيه إمكانات ليست بحوزتك.

أن تعرف قدر إمكاناتك جيداً وتتعامل مع طريقك على أساسها فذاك عمل محمود تستحق الثناء عليه بل والانحناء تحية لك، أنت حينها تتحمل المسؤولية وتقدر ما بين يديك من مميزات حتى وإن قلت.

كذلك:

إختيار من يرافقك أو ترافقك يساعدك على تخطي العثرات، ويقويك ويشد من عضدك.

لا تختر رفيقا دائم السخرية مما تعمل، يعتمد دائما رأيا مغايرا لك من أجل بسط قراره دون تنازل ولا نقاش، احذر من ذلك الرفيق فإنه قد يصل بك إلى نهاية بائسة وإن اضطررت لأن يكون معك ففي أول استراحة تقابلك اعتذر منه وودعه، ودعه يلحق بمن مثله وإما أن تكمل بمفردك أو تختار آخر لمواصلة الرحلة والبقاء بأمان.

حياتك عبارة عن طريق يبدأ عندما ينتبه عقلك إلى أشياء لم يكن يدركها من قبل، في مراحل الطفولة تشكل هذه الأشياء، الإدراك والوعي اللذان تتبلور معهما عدة الطريق.

ماذا ستأخذ معك ومن سوف يرافقك من ستثق به ومن لا ترتاح لمرافقته، الخبرات التي تكتسبها توضع من غير أن تدري مُرتبةً في عقلك استعدادا لليوم الذي تقرر فيه أن تبدأ طريقك، وتحدد الهدف والعنوان المميز الذي تريد الوصول إليه.

عندما تبدأ في السير تكون على قدر كبير من التمييز بين الصالح والطالح، بين ما يقويك وما يمكنه أن يكسرك بسهولة.

اطلع على خبرات الآخرين تأخذ منها العبر لكن لا تعود وتكررها لأنها كانت خاصة بهم وضعوا عليها بصماتهم، أخطأوا قبل أن يصيبوا فاستمتعوا بالسير في الطريق ووصلوا.

عليك أن تتفرد بتجربتك فتبدأ من حيث انتهوا ولا تكرر ما بدأوا به.

الزم الطرق الممهدة، لا داعي أبدا أن تسير في ظلمات وطرق وعرة لا تجني من صعوبتها غير التعطل واستنفاذ طاقتك.

استثمر طاقتك في التعرف على طرق أخرى وأهداف وعناوين أجمل

اعتني خير عناية بالوسيلة التي تستخدمها في طريقك حتى وإن كانت قدماك

ابتعد عن الملهيات التى تراها أنت مهونة عليك الوقت بينما هي مضيعة وخسارة للوقت والجهد.

أنت تمتلك عددا من النعم والمميزات التي تساعدك في الوصول لغايتك فلا تفرط فيها، أهمها صحتك البدنية والعقلية، وإلا فما فائدة الوصول وأنت مفتقد لطعم الزهو والانتصار بمرض أو تعب عقل أو إعاقة، حينها لن يشعر بك أحد وستتحول نظرات الإعجاب التي كنت تنتظرها إلى شفقة أو لا مبالاة.

تمسكك بما جبلت عليه من تعاليم دينك هي من أفضل بل وأنبل ما تحمل من عُدة

الحرص على ألا تغضب خالقك من أسمى ما تحمل من عتاد.

احرص على سماع دعوات والديك أو أحدهما عندما تهم ببداية الطريق فقد تكون هي الرفيق الأغلى والأصدق الذي سيكمل معك.

أن تهم ببداية السير ومعك كل هذه الثروات، فتأكد أنك ستصل بحول الله إلى ما تريد وسينتهي طريقك وأنت مرتاح الضمير، ترضى كل الرضا عما فعلت مضيفاً لغيرك خارطة جديدة يستطيع بها إكمال الطريق وإعمار الأرض وسير الحياة إلى حيث إرادة الله.