لنكن واقعيين ونعترف بأن «المتدين» كان وصفاً محكوراً لفئة معينة، ليس لفكرها الأصيل وسلوكها القويم، وإنما لزيها المشتهر، وطقوسها؛ الغالية في الشكل، والمفرطة في المضمون.

ويجب أن نقر بأن «المطوع» صار محل نقاش عند «الكثير» من الناس، بسبب «الإرث» الثقيل الذي تسبب فيه أولئك التقليديون والمتشددون والمؤدلجون.

ومن المؤسف أن «رجل الدين» لا يزال محل احترام وتقدير في جميع الأديان، حتى غير السماوية، وترى ذلك حتى في طقوسهم السياسية، ومنتجاتهم الدرامية.


في حين أنه لا رجال دين في الإسلام، فكل مسلم لا يحتاج لواسطة بينه وبين الله، ومع ذلك يجب أن نتساءل: لماذا اختلفت النظرة؟

والجواب كررته على مدى سنوات طويلة، وحذرت منه كثيراً، وها هو الفاس قد وقع على الراس؛ بسبب الكهنوت، والتحكم، والمصادرة، فضلاً عن الغلو في الأحكام، و بدلاً من أن يحببونهم في دين الله، نفروهم منه.

فحينما يجتمع تشدد فقهي في الفتاوى، مع غلو عقدي في التكفير، ناهيك عن أدلجة حركية عبر «غفوة» لأربعين عاماً، هجنت ذاك التشدد بهذا الغلو لصالح أجندة حزبية عابرة للحدود، فنتج عنه «تنفير» الناس، ليس تجاه «المتدينين» فحسب؛ وإنما تجاه «الدين».

وما زال في الوقت بقية للوسطيين؛ أن يتصدوا لليمين الغالي، واليسار الجافي، نحو اعتدال يحافظ على الثوابت، ويتسامح في المتغيرات، ويحبب الناس في الدين وأهله.