600 رجل
سرد الفريدة لـ«الوطن» قصة فتح الأحساء، أنه في شهر ربيع الأول 1331هـ، غادر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل بجيوشه الرياض، وتوجه إلى الأحساء، ولما نزل على بعض المياه القريبة منها، جاءت النذر إلى متصرف الأحساء، فأخبرته أن الملك عبدالعزيز، وصل بجيوشه إلى قرب الأحساء، فأرسل المتصرف رسولاً يسأل الملك عبدالعزيز، عما يريد في هذه الناحية، فأجابه: إني أريد أن أغزو قوماً معادين لنا في جهة الكويت، وأريد شراء الطعام من الأحساء لتموين الجيش، وفعلاً أرسل قافلة، واشتروا كمية من التمر والأرز، وما يحتاجون إليه، ولما تم له ما أراد ارتحل، فوصل البلاد ليلة الخامسة من جمادى الأولى 1331هـ، وأحاطت جنوده بـ«الرقيقة»، وسار هو مع 600 رجل من أهل الرياض والخرج، واتجهوا إلى الكوت من الناحية الغربية، ودخلوا الكوت من خلال فتحة أعدت لذلك، وتبعه الجند، وكان حرس السور نائمين فاستيقظ رجل من الحرس، وزجرهم، فأناموه واتجهوا بعد نزولهم إلى الكوت إلى الباب الشرقي، الذي يلي السوق وقتلوا من حوله وفتحوه والناس يغطون في نومهم، ثم أمر من كان معه أن يصعدوا إلى البروج بقصر إبراهيم، وينزلوا من كان فيها من الحرس ومن قاتلكم فاقتلوه، ففعلوا ما أمرهم.
البيعة لجميع السكان في يوم
وأضاف: استيقظ الناس على صوت البنادق المتبادلة بين الجند وبين الجنود العثمانية القابعة في الحصون، واتجه الملك عبدالعزيز إلى بيت الشيخ عبداللطيف الملا، ولما علم الناس بحقيقة الأمر سارعوا في آخر ليلهم إلى الملك عبدالعزيز يهنئونه بالفتح، ويبايعونه على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله، ولم تطلع الشمس حتى بايعه جميع سكان بلد الهفوف قاطبة، ثم أرسل إلى المتصرف ليقول له: إما أن يسلم ويخرج هو ومن معه من عساكر الدولة سالمين محمولين إلى العقير، وإلا هاجمناهم حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فاستشار المتصرف جنوده، فأشاروا عليه بالتسليم والخروج بالسلامة، لأن سكان البلاد لا يرغبون في بقائكم فحينئذ سلموا وخرجوا من القصور إلى الخيام، حتى يتم تجهيزهم، ولم يمض ذلك اليوم حتى تمت البيعة من جميع سكان الأحساء، واستولى الملك عبدالعزيز على المقصود وحوى الذخائر والمعدات، وفي اليوم الثاني رحلت العساكر العثمانية من الأحساء إلى العقير، ومن ثم إلى البحرين إلى غير رجعة، وكتب الشيخ العلامة عبدالله ابن الشيخ آل عبدالقادر من سكان بلد المبرز للمبرز عبدالعزيز كتاباً يهنئه بالفتح.
بيت البيعة
قال: يقع بيت البيعة، في فريج المطاوعة شرق حي الكوت بالهفوف جنوب غربي قصر إبراهيم الأثري، وتأسس عام 1203هـ علي يد الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن عمر الملا، والذي كلف بالقضاة في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الأولى ما بين عامي 1218 – 1229هـ، وتعود أهمية البيت إذ شهد عدد من الأحداث التاريخية المهمة، ومن أهمها: قدوم الملك عبدالعزيز في ليلة 5 جمادى الأولى 1331هـ لفتح الأحساء، حيث أستقر فيه وبات في إحدى غرفه مع أخويه محمد وسعد وعبدالله، وشهد أول لقاء بين الملك عبدالعزيز والشيخ عبداللطيف الملا وتمت مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وذكر الفريدة أن ملكيتـه آلت إلى هيئة السياحة، وذلك بعد نزع ملكية المنزل وتعويض المواطن أحمد بن عبداللطيف الملا عنه، ويتكون من:
* المدخل الرئيس: يقع في الجهة الشرقية للمنزل بالدور الأرضي وهو دهليز مستطيلة الشكل عزل عن المنزل بباب خشبي، وعلى يسار المدخل درج يؤدي إلى السطح استخدم للوصول إلى غرفة الضيافة الخاصة بالرجال.
* وبعد الباب الخشبي من المدخل على اليمين مدخل حوش الحيوانات وخلفه مباشرة درج يؤدي إلى غرفة نوم صغيرة جداً ربما استخدمت للضيوف.
* وبعده مباشرة يظهر فناء المنزل (الحوي) وهو مستطيل الشكل.
* وفي الجهة المقابلة للفناء شيدت غرفتان وجصة تمور ومستودع وهذا يعد أهم أجزاء المنزل حيث توجد بها الغرفة الداخلية (الكندية) التي شهدت قدوم الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، حيث بات فيها والغرفة الخارجية مزينة بقوس في الوسط وعدة لوحات جصية مزخرفة بأشكال نباتية وكذلك غرفة الجصة التي تعد نموذج فريد للجصص الأحسائية.
* الدور الثاني: يقع الدرج المؤدي للدور الأول في الركن الجنوبي الشرقي من الفناء الرئيسي للمنزل وهو مكون من جزأين يصلان إلى الأعلى إلى الأقاسي الجنوبية والغربية والشمالية لتوصل إلى كافة غرف الدور الأول والتي تشابه في تقسيمها غرف الدور الأرضي.