لا شك أن الذكرى الـ 90 لتوحيد المملكة العربية السعودية على راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، تأتي في عام استثنائي وفي ظروف صعبة يشهدها العالم بأكمله، ومع ذلك فبلادنا الغالية تتبوأ مكانة عالية وتعتلي قمة الدول العشرين الكبرى في الكرة الأرضية، وتترأسها متربعة على العرش بقوة سياستها واقتصادها وحكمة ودراية قيادتها العظيمة ورجالها النبلاء.

فالمملكة دستورها القرآن الكريم ومنهجها النهج النبوي الكريم وتستحق هذه المكانة العالية محليا وعربيا ودوليا.

ولقد أرسى دعائم هذا الوطن على هذا النهج القويم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وسار على نهجه أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله يرحمهم الله جميعا إلى هذا العصر المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سلمهما الله.


وبلادنا الغالية لم تحقق الريادة العالمية من فراغ وإنما بالشفافية وبترسيخ القيم والمبادئ والكفاح والعمل الدؤوب والمتواصل على كافة الأصعدة مما جعل مملكتنا رائدة في شتى المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

وعلى الرغم من سرعة انتشار وباء كورونا الذي اجتاح العالم أجمع إلا أنه - ولله الحمد والمنة - فأوضاعنا مطمئنة وتحت السيطرة والأضرار الناجمة عنه في تناقص متواصل.

كما أنه وإضافة إلى الاضطراب المكهرب وحالة عدم الاستقرار لمن هم حولنا إلا أننا بالفعل أصبحنا كما يقال «حديقة وسط حريقة».

والمملكة حققت - ولله الحمد - هذه المكانة المرموقة والصدارة لامتلاكها الإدارة والإرادة تأكيدا لمقولة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.

ويحق لنا جميعا أن نفتخر بهذا الوطن العظيم الذي يزدان بوجود أطهر بقاع الأرض والمعمورة وقبلة المسلمين الكعبة المشرفة ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويتوهج بشرف خدمة ضيوف الرحمن، فقد خص الله عز وجل حكومة وشعب هذا الوطن الغالي عن سائر الخلق بهذا العمل النبيل.

ونحمد الله عز وجل أن جعلنا نقوم بهذا الشرف الكبير ولتقديم أرقى الخدمات لينعم ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين بتأدية الشعائر والنسك والعبادة بيسر وسهولة.