لفت انتباهي مطلع هذا الأسبوع عبارة واردة في التقرير السنوي لوزارة السياحة نشرته بعض المواقع الإخبارية، حيث ورد فيه أن (عدم تعود «السكان المحليين» على الاختلاط بثقافات خارجية أدى إلى محدودية جذب القطاع الخاص للأنشطة السياحية).

ولم أرغب بالكتابة حوله لولا أني وجدته قد بلغ الترند في تويتر البارحة، مما يعني أن الوعي كبير والاستنكار واسع تجاه هذه التبريرات المستفزة.

فلا يليق أن تطلق على أصحاب الأرض هذا المصطلح، إلا في حال كان كاتب التقرير من غير المواطنين.


ناهيك عن أن السياحة هدفها الأول السائح الوطني من باب «جودة الحياة» والمحافظة على المخزون المالي بدلاً من إهداره في الخارج.

وعدم توفر برامج سياحية للمواطنين في أرجاء الوطن، حتى أن مجلة «أهلاً وسهلاً» تسوق لفرسان وفيفاء وغيرهما من أرجاء الوطن دون أن نجد برنامجاً لزيارتها، فضلاً عن السياحة البحرية والبرية الغائبتين.

ثم يأتي ثانياً السائح الأجنبي الذي يشكل نصف السياح، فضلاً عن ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين وجدوا الترحيب عبر قرون مع اختلاف الثقافات.

و«السكان المحليون» أهل كرم وضيافة، في حين أنه في بلد مثل تركيا معروف بعدم لطافة السكان المحليين ومع ذلك تستقطب ملايين السائحين.

ولا يليق الهروب من التقصير بتحميل الآخرين المسؤولية، بعد أن تجاوزنا الآراء المتطرفة تجاه التأشيرات السياحية، ولا سيما حينما يراعي السياح الذوق العام والثقافة المحلية.