احتشد ملايين اليمنيين في جمعتي "الشهيد" و"بشائر النصر" في مختلف محافظات البلاد أمس، وسط أنباء تشير إلى احتدام المواجهات بين القوات الموالية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح والثوار المدعومين بقوات عسكرية منشقة عن النظام ومسلحين ورجال قبائل. ويرى مراقبون أن رياح العاصفة قد اقتربت خاصة مع استعدادات الطرفين لحسم الأزمة المستمرة منذ سبعة أشهر، فيما أكدت صنعاء أن صالح لن يعود للبلاد للانتقام من معارضيه. ولوحظت استعدادات مكثفة لطرفي الأزمة من خلال حشد الآليات ونشر الجنود في مناطق التفتيش في مداخل العاصمة ومخارجها، إضافة إلى إنشاء مزيد من المتاريس والخنادق المستحدثة، فيما لوحظ انتشار واسع للدبابات والعربات المصفحة بالقرب من مجمع دار الرئاسة في ميدان السبعين.

واحتشد الآلاف من أنصار النظام في ميدان السبعين بصنعاء في إطار "جمعة الشهيد" تخليداً لرحيل رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني الذي توفي منتصف الأسبوع الماضي في السعودية متأثراً بالجروح التي أصيب بها جراء الهجوم الذي استهدف مسجد دار الرئاسة بصنعاء في الثالث من يونيو الماضي. وفي الطرف المقابل احتشد مئات الآلاف في شارع الستين في "جمعة بشائر النصر" للمطالبة بإسقاط ما تبقى من النظام، وتأييداً لخيار الحسم قبل حلول عيد الفطر المبارك.

وأكد المحتجون على أهمية التسريع في حسم الأزمة التي طالت واستلهام الدرس من النظام الليبي المنهار الذي قالوا إن إمكاناته تفوق بكثير إمكانات النظام والرئيس صالح.

واستمر التجاذب بين القوى السياسية في السلطة والمعارضة، حيث أكد بيان صادر عن المجلس الوطني أن المجلس اتخذ قراراً بما أسماه "تصعيد النشاط الثوري السلمي داخل الساحات وتوسيع قاعدته عبر نشر الثورة من الساحات إلى أنحاء البلاد كافة". وأكد المجلس الذي أشهر قبل نحو عشرة أيام، على "أهمية التمسك بنهج النضال الثوري السلمي لاستكمال عملية التغيير وإسقاط النظام وإنجاز مهام الثورة". ودعا المجلس "قوى الثورة وأبناء القوات المسلحة المنضمين للثورة للقيام بواجبهم في حماية المسيرات والوفاء بالتزامهم تجاه ساحات الحرية والشرف في وقف كل من تسول له نفسه إنزال الأذى بالثوار". من جهته قال نائب وزير الإعلام عبده الجندي إن الرئيس صالح سيعود إلى البلاد بعد استكمال التحقيقات في الحادث الذي تعرض له وكبار قيادة الدولة في مسجد دار الرئاسة، مشيراً إلى أن صالح "لن يعود من أجل الانتقام ولكن من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل".

وقال في مؤتمر صحفي إن "عودة صالح إلى أرض الوطن تأتي وقد استوعب كثيرا من الحقائق التي ربما كانت غائبة عن الأذهان وسيعود للعمل برؤية جديدة مع كل الشرفاء في الوطن لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات التي حدثت خلال الفترة الماضية". وحذر الجندي قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر "من خطورة التحالف مع الجماعات الإسلامية ومن تحويل ضباط الفرقة الأولى إلى قطاع طرق".

وتواصلت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري ورجال القبائل في أرحب بشكل عنيف خلال الأيام القليلة الماضية. وأكدت مصادر محلية أن طبيباً يدعى عبدالعزيز المكروب قتل، وأصيب آخر في قذيفة استهدفتهما من قبل أحد معسكرات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح بجبل الصمع بأرحب أول من أمس. وبحسب المصادر ذاته فإن الطبيب المكروب قتل أثناء توجهه في مهمة إنسانية لإنقاذ الجرحى والمصابين ممن سقطوا أثناء القصف المستمر لقوات الحرس على قرى أرحب. وفي أبين حيث تدور مواجهات بين قوات الجيش والمسلحين من تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قتل شقيق أمير التنظيم جلال بلعيدي وعشرات المسلحين في هذه المواجهات. وذكرت مصادر في أبين أن الاشتباكات دارت في منطقة دوفس وشقرة وأن الطيران الحربي قصف مواقع للقاعدة، كما قصفت البحرية اليمنية مواقع لمسلحي التنظيم قرب زنجبار ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف القاعدة. وأكدت مصادر رسمية أن ثلاثة من عناصر القاعدة ينتمون إلى منطقة آل الجلال بمحافظة مأرب قتلوا في معارك أول من أمس.