عادت لغة الاتهامات لتصبح سائدة بين حكام شمال السودان وجنوبه، واتهم المسؤولون في دولة الجنوب نظراءهم في حكومة الخرطوم بدعم هجوم شنه متمردون مسلحون الأسبوع الماضي مما أدى إلى مقتل 72 شخصاً. وأشار المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان العقيد فيليب أقوير إلى أن نحو 800 مقاتل هاجموا ولاية أعالي النيل وقتلوا عدداً من الأشخاص. وقال: "المجموعة المغيرة هي خليط من وحدات عربية وميليشيا من جنوب السودان تحت قيادة الجنرالين المنشقين جوردون كونج وجورج أتور". وأضاف: "ندين بشدة هذا العدوان من جمهورية السودان وهو يعتبر أكبر هجوم منذ إعلان استقلال جنوب السودان". وأكد أن المجموعة التي قامت بالعدوان عبرت من السودان إلى ولاية أعالي النيل بجنوب السودان يوم 19 من أغسطس، وهاجمت قوات الجيش الشعبي. كما اتهم أقوير الخرطوم بمحاولة اختلاق مشكلات في المناطق الحدودية مع الجنوب بهدف إيجاد رأي عام يوحي بفشل الدولة الوليدة في الجنوب في إدارة شؤونها.

من جانب آخر أكدت مصر اتجاهها لتقديم مساعدات إنسانية لجنوب كردفان لتأكيد استعدادها التام للعمل من أجل ترسيخ السلام في السودان، وقال السفير المصري بالسودان عبد الغفار الديب: "نؤكد استعدادنا غير المشروط لتقديم كل أنواع المساعدات التي تطلب منا لتثبيت السلام والاستقرار في ربوع السودان"، وأعرب الديب عن تقدير بلاده وترحيبها بإعلان رئيس الجمهورية عمر البشير وقف إطلاق النار في جنوب كردفان من طرف واحد مشيراً إلى أن الخطوة تؤكد صدق الحكومة في تحقيق السلام عن طريق الحوار والتفاوض.