على من أهانوا وشتموا الدكتور طارق السويدان، في الفضائيات، أن يعتذروا له، ثم يعتذروا لنا، ثم يعتذروا لعقولهم عمّا فعلوه وقالوه.
كل الذين شتموا السويدان، لا يدعون إلا لدعوة واحدة ووحيدة وواضحة وضوح الشمس، وهي تعطيل العقل البشري.
أزعجونا وهم ينادون بحريّة الرأي، وقبول الرأي الآخر ليل نهار، ويرفضون أن يُقال رأي غير رأيهم، وأن يسمعوا صوتاً غير أصواتهم، وهم بذلك يكذبون على أنفسهم، ويكذبون على الناس.
هذا الرجل المهم، الذي أحرق سنوات عمره، وهو يطرح ما لا يطرحون، يُقابل باللعنات، لمجرد أنه قال آراء لا تتوافق معهم، إلى الحد الذي أخرجه البعض منهم من دائرة الإسلام.
أهمية طارق السويدان، ومن وجهة نظري، أنه في أطروحاته، يدعو إلى تطوير ممارسات العقل العربي وطرق تفكيره، وهي مسائل من العمق، بحيث إنها تخفى على ضيّقي الأفق المعرفي، ولهذا فهم يأخذون من كلامه جُملاً، أو إيحاءات غير صحيحة، ويبنون عليها جهلهم وصراخهم.
على من شتموا وأهانوا عقلاً كعقل الدكتور السويدان، أن يروا على الأقل ما يقدمه من إعلام منهجي ودقيق، وكيف يسعى في كل أطروحاته، إلى تأصيل مفهوم عصرنة الإسلام، بأسلوب علمي وفكري ممنهج ودقيق ووسطي.
على من شتموه، إن يعودوا إلى أطروحاته الإدارية والفكرية والاجتماعية، وأن يقيسوها بمثيلاتها من القنوات التي لا تقول شيئاً، سواء أكانت قنوات متخصصة أو سواها، وليروا بأعينهم ما معنى ومضمون الإعلام المسؤول.
مصيبة العقل المجتمعي العربي، أنه يُصادر قيمة مبدعيه ومفكريه عند أدنى خطأ، هذا على افتراض أن ما طرحه السويدان مؤخراً كان خطأً، وإن كنت قد شاهدت كل ما قاله ولم أجد فيه شيئا من ذلك.
مصيبة المجتمع العربي، أنه يلعن الشمع ويلعن الظلام.