اعتادت المؤسسات المانحة لجوائز عالمية حجب جوائزها في حال عدم ارتقاء المرشحين لسمعة الجائزة وقيمتها! وهذا ما نقترح على السيد/ "جوزيف بلاتر" أن يتخذه في جنوب أفريقيا! فها قد وصلنا لدور الثمانية، وبغض النظر عن النتائج، فليس هناك فريق يستحق لقب "بطل كأس العالم"، ولا حتى بطل دوري "حارةٍ ما"!

ولمن شاء الجدِّية، فإن تدهور مستوى الكرة عالمياً بدأ منذ زيادة عدد الفرق من 16 إلى 24، ثم إلى 32! وكان "الفيفا" يهدف بذلك إلى حفز الفرق المتخلفة في كرة القدم إلى الارتقاء بمستوياتها بالاحتكاك مع العالم المتقدم! ولكن ما حدث هو العكس تماماً؛ فقد أدى ذلك إلى انخفاض مستوى الدول المتقدمة، عملاً بقول الشاعر العربي:

"عدوى البليدِ إلى الجليد سريعةٌ * والجمر يوضع في الرماد فيخمدُ"!

وقول "الشريف بركات":

و"الحر" مثلك يستحي يصحب "الدِّيك" * وإن صاحبه عاعا معاعاة الأدياك!

وبالمثل العالمي: "تفاحة واحدة فاسدة تفسد الصندوق كله"! والمثل السعودي الأصيل: "اربط الحصيِّن ـ تصغير حصان ـ جنب "الحميِّر" يعلمه كيف يظهر على غلاف الرياضيات المطوَّرة"!!

وهذا ما حدث لأشهر المنتخبات العالمية: فإيطاليا ـ صعايدة أوروبا ـ ظلت تغير مدربها كل سنتين تقريباً، حتى غدت كأنها "زعيم القرن الآسيوي" بعد رحيل "كوزمين"! وأصبح "نجوم فرنسا" يلعبون لأنفسهم فقط، ويتطاولون على المدرب، وكأن العدوى انتقلت إليهم من "العميد" في الفترة الانتقالية بين استقالة رئيس "داعم"، وانتخاب رئيس "مدعوم" به منصوب! و"الأرجنتين" أصبحت مع "مهايط مارادونا" تلعب بطريقة: "تكفون ياعيال الديرة"! ومن رأى تشجيعه للاعبين، و"التخمخم" بالأحضان، يضع يده على قلبه خشية أن يعلم "ميسي" فنون "اللف"، و"التشفيط"، و"التكييف"! ويعود إلى "برشلونة" وقد نسي فنون "التمرير"، و"التسحيب"، و"التهديف"!

و"هولندا"، صاحبة النظريات والخطط المبتكرة، أصبحت بعد فن "الكرة الشاملة" تعتمد على لاعبٍ واحدٍ هو: "روبين"، إذا لعب جيداً فازت، فكل الهجمات لابد أن تحظى بتوقيعه، وإذا لم يلعب كان غيابه مبرراً للهزيمة أو ضعف المستوى، وياعالم: فقد يكون من صلاحياته اعتماد التشكيلة، وتغيير المدرب!

والحل ـ إذن ـ ياعم "جوزيف بلاتر" هو: تقليص عدد الفرق المشاركة في أية بطولة قادمة إلى "درزنٍ" واحدٍ فقط كالتالي: تسعةٌ من أوروبا هي: "ريال مدريد"، و"برشلونة"، و"عنتر ميلان"، و"روما"، و"بايرن ميونيخ"، و"تشلسي"، و"ليفربول"، و"مانشستر يونايتد"، و"أجاكس أمستردام"! وفريق واحدٌ من "أفريقيا" عبارة عن "منتخب" من "الولايات المتحدة الأفريقية الجماهيرية الديمقراطية الاشتراكية العظمى"! وفريقان من الأمريكتين هما: "البرازيل"، و"الأرجنتين"!

أما حارة "آسيا" فلا مانع أن تخصص لها "مئة ألف مقعد"، ولكن في المدرجات مع المتفرجين، وفي كل مباراة إن شئتم!