تقول التقارير الرسمية، المعلنة، إن خمسة بنوك فقط حققت من الأرباح في الربع الأول من العام الجاري سبعة مليارات ومئة مليون من الريالات الصافية في قفزة تاريخية وغير مسبوقة. وأنا اليوم، لا دخل لي بالمليارات السبعة ولكنني أشحذ مجرد المئة مليون في رأس البيعة وماذا ستفعل هذه المئة من الملايين لو أن النظام يجبر هذه البنوك على مسؤولية الشراكة الاجتماعية وعلى القيام بدورها المؤمل في الخدمة المجتمعية. وبزعمي، أنها كانت كفيلة ببناء عشرين مستوصفا على أرقى المستويات وبكلفة خمسة ملايين للمستوصف الواحد وبمجموع ثمانين مستوصفا في العام الواحد إذا ما عرفنا أننا نتحدث عن ما فوق البيعة لأرباح مجرد ربع من العام الواحد. كانت ستدعم 400 مشروع لأربعمئة شاب وشابة بقروض حسنة لدعم هذه المشاريع الشبابية الصغيرة وبمعدل ربع المليون لكل شاب يتقدم بمشروع حقيقي. كانت كفيلة أن تقضي على طابور المنتظرين أمام أجهزة غسيل الكلى، وإلى الأبد، في مجرد ربع من العام الواحد. كانت كفيلة بشراء مئتي شقة لأيتام الظروف الخاصة وهذا يعني بالأرقام أن تكون لكل يتيم ويتيمة شقته الخاصة خلال ثلاث سنوات من مجرد – الفراطة – البسيطة فيما فوق أرباح البنوك المليارية. كانت وتكون وستكون لو أننا نمتلك إرادة الفعل لتفعيل حقيقي للمسؤولية الاجتماعية. ونحن لا نأخذها من رأسمال أحد كي نتحمل – المنة – ولكنها أرباح ودائعنا وقروضنا من بنوك مملوكة لنا جميعا بالمساهمة.
وكنت الأسبوع الماضي، في بهو الفندق الضخم، عندما تقاطر الذوات من – الكبار – إليه وعلمت أن هؤلاء على أبواب اجتماع وشيك لمجلس إدارة أحد البنوك الكبرى مع هيئة البنك الشرعية. والخلاصة أنهم سيدرسون من جديد توسيع دائرة – الحلال – وهنا لا اعتراض لي على ما لا أتقنه ولا أحسن الفتوى فيه. ولكن، على طريقة الصديق صالح الشيحي: لماذا تكون الهيئة الشرعية هي اللجنة الوحيدة في حياة هذه البنوك؟ ولماذا لا يكون لكل بنك (هيئة اجتماعية) من أعيان الوطن الغيورين المخلصين لتضع أمام البنك خياراته المتاحة من العمل الخيري والنفعي العام ولتشرف على تفعيل المسؤولية والشراكة الاجتماعية مع البنك في المحيط الذي يعمل به. هناك 70% من المودعين لا يأخذون فوائدهم من البنوك لهدف ديني نبيل ومقدس. بنوك تعمل بلا ضريبة رسمية مثلما هي أحوال كل بنوك الدنيا التي تدفع الربع من أرباحها لمصلحة الضرائب وأما هذه – الدراكولا – دفعت بمقترحاتي فما الذي ترونه أنتم للضغط على مثل هذه الأفكار التي لم يلتفت إليها أحد.