أصبحت جائحة كورونا جزءا من حياتنا اليوم بعد ستة أشهر من اعتبارها وباء عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية، وهي عدونا الوحيد حالياً، والسؤال الذي نحتاج الإجابة عليه هو هل سيتجدد انتشار الوباء؟

بعد حالات الاختلاط الكبيرة التي حصلت أخيراً مع بداية العام الدراسي الجديد 2020 - 2021 باتت إجراءات العودة للمدارس معقدة ومخيفة أكثر وأكثر، واليوم حتى هذه اللحظة وصل عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا 28.3 مليون حالة في العالم، وإن استمر هذا الوضع على ما هو عليه فسنعيش في الأشهر المقبلة فترة صعبة للغاية.

في المشهد الاقتصادي السؤال الذي يدور في ذهن الجميع ماذا بعد كورونا؟ حيث تبدو الصورة قاتمة بشأن مستقبل الجائحة الذي أطاح باقتصاد العالم، في وقت يعمل العلماء بكامل طاقتهم للوصول إلى لقاح تعلق الحكومات والشعوب الأمل عليه لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وهذا الواقع يربك الاقتصاد في دول العالم.


قدم أفيشاي كارافاني الرئيس التنفيذي لشركة Peilim Portfolio Management في مقال كتبه ونشرته صحيفة The Jerusalem Post ستة سيناريوهات لمستقبل الاقتصاد في ظل جائحة كورونا وهم:

1. الفيروس لن يختفي، وسنشهد خلال الأشهر المقبلة نوعا من التقلب في أعداد الإصابات، ارتفاعا وانخفاضا، وهو ما سيعني بالضرورة عودة الحجر الصحي والإغلاقات. وهذا ما سيجعل النشاطات الاقتصادية رهينة بتوقعات الجائحة، فيما ستحاول الدول والكيانات الاقتصادية اتخاذ إجراءات لتجنب الركود الاقتصادي الذي يخلف مشكلة بطالة وعجزا في الميزانيات.

2. في الاقتصاد ليس «الركود» هو المقلق خلال العامين المقبلين، إنما يتخوف الجميع من حدوث «نمو سالب»، فيما سيستفيد البعض من حالة عدم اليقين في الاقتصاد، وعلى سبيل المثال رغم الاقتصاد السيئ، إلا أنه أوجد عددا من الفرص أيضا، حيث توسعت البنوك في منح التسهيلات، وأصبحت التكنولوجيا المحرك الأساسي للاقتصاد.

3. سيشهد العالم تغيرات في القطاعات الاقتصادية التقليدية، مثل الصناعة وأسواق الأسهم والأسواق الاستهلاكية.

4. ترافق أزمة كورونا مع حالة عدم يقين تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية والتي تؤثر أيضا في مجريات وتقلب الأسواق العالمية، فيما يبقى الخلاف بين الخبراء حول من سيكون له تأثير إيجابي أكبر في الاقتصاد، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أم منافسه الديمقراطي، جو بايدن.

5. حالة عدم اليقين في الأسواق تدفع عددا من الصناديق الكبرى للاحتفاظ بمستويات عالية من الودائع، وهي بانتظار الفرصة الملائمة للاستثمار، والتي تعني أن تحسن التوقعات سيؤدي إلى ضخ هذه الأموال كاستثمارات في الأسواق المختلفة.

6. حتى مع أزمة كورونا، فإن الفرص تظهر من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط.

في النهاية تصريحات دول مناطق العالم في الأيام الأخيرة تكشف حجم المشكلة، ولهذا علينا أن نعمل معاً لكي نحارب ضد هذه الجائحة قبل أن تجتاحنا الموجة الثانية في القريب العاجل.