على الرغم من أن مثقفي المملكة حديثو عهد بانتخابات، إلا أنهم يصرون على خوضها كما بدأت، بطريقة تقليدية عبر التصويت الورقي، مشككين في الوقت ذاته بالأسلوب الإلكتروني في انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية.
وبدأ هذا الجدل في أول انتخابات أجريت في نادي مكة الأدبي، إذ طالب أدباء بالعـودة إلى التصـويت الورقي. وعلمت "الوطن" عـن توجه أندية أخرى لتقديم مطالبات مماثلة لوكالة وزارة الإعـلام للشؤون الثقافية بتـرك الأساليب الإلكترونية، وهو الأمر الذي استبعده البعض.
أكدت عضوة اللجنة الإشرافية المسؤولة عن انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتورة سعاد المانع تأييدها مطالبات عدد من الأندية بالتصويت الورقي بدلاً من الإلكتروني . وقالت لـ "الوطن": إنها تؤيد من وجهة نظر شخصية عملية التصويت الورقي لأنه أدق وأكثر مصداقية من التصويت الإلكتروني المعرض لأشياء كثيرة، وأن الورقي وإن كان بطيئاً إلا أنه يبعث على الطمأنينة.
وكشفت المانع عدم تلقيها حتى الآن خطاباً رسمياً يفيد بتكليفها عضوة للجنة الإشرافية المسؤولة عن انتخابات مجالس إدارة الأندية ( ممثلة للمثقفين) ، غير أنها قالت مستدركة : ربما يكون الخطاب قد وصل إلى الجامعة أو تعثر بالبريد.
وكان عدد من المراقبين قد أثاروا تساؤلات عن طبيعة عمل أعضاء اللجنة الذين تمت تسميتهم بـ ( ممثلي المثقفين) وضمت أسماء مثقفين أضيف إليهم لاحقاً اسمي الدكتورة سعاد المانع والزميلة سوزان المشهدي .
وحول طبيعة مهام لجنة الإشراف قالت المانع إنه ليس لديها أي شيء مكتوب يحدد طبيعة عمل اللجنة. غير أنها أشارت إلى أنها تتابع الحراك الانتخابي، الذي يعيشه المشهد الثقافي من خلال ما يكتب في الصحافة المحلية ، مؤكدة أن إثارة الأسئلة والجدل حول هذا الموضوع أمر إيجابي ، حيث إن الانتخابات، ظاهرة توحي بالتقدم، وتكشف عن المستوى الحضاري الذي وصل إليه المجتمع، على حد قولها.
وكانت عملية التصويت الإلكتروني قد أحدثت شيئاً من الجدل منذ اعتمادها وسيلة وحيدة للناخبين في أول انتخابات أجريت في نادي مكة المكرمة الأدبي يونيو الماضي ، وشهدت انتخابات نادي الأحساء جدلاً كبيراً حول الاختلاف بين عدد الأصوات المعلنة وعدد الناخبين الحاضرين ، حيث كان الرقم المعلن متجاوزاً الحاضرين، ما دعا عدد من الأسماء لتقديم طعون في النتيجة مازال البت فيها جاريا للآن ، وهو ما آثار تخوفات أندية أخرى كان من أبرزها أدبي الرياض، وطالبت هذه الأندية باعتماد التصويت الورقي بديلاً للتصويت الإلكتروني رغبة في تلافي ما صاحب انتخابات نادي الأحساء وربما نادي تبوك الأدبي، وعلمت"الوطن" عن وجود اتجاه لأندية أخرى لتقديم مطالبات مماثلة لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية باعتماد التصويت الورقي، وهو الأمر الذي يستبعد فيه مراقبون أن تستجيب له الوكالة التي يبدو أنها اختارت طريقاً وهي ماضية فيها، رغم أن وكيل الوزارة للشؤون الثقافية قال لـ "الوطن" في حديث سابق إن وزارته لن تتردد في إعادة انتخابات أدبي الأحساء متى ما تأكدت صحة الطعون المقدمة، وهو الأمر الذي أثار قلقاً في الأحساء، دفع رئيس النادي المنتخب الدكتور ظافر الشهري للامتناع عن التعاطي مع الصحافة انتظاراً لما ستسفر عنه قضية المراجعة والنظر في الطعون.