بعد فقدان أثر معمر القذافي تدور التكهنات حول أماكن لجوئه المحتملة، سواء كانت سرت مسقط رأسه حيث كان يستقبل الضيوف بالاحتفالات أو المنفى في جنوب أفريقيا أو فنزويلا اللتين ذكرتا كبلدي لجوء محتملين. واعتبر ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني أن "أمام القذافي ثلاثة خيارات فحسب في ليبيا: منطقة الجفرة في الصحراء وواحة تراغن في أقصى الجنوب على الحدود مع النيجر وسرت مسقط رأسه". فالقذافي ولد بحسب ما روى بنفسه في خيمة في سرت حيث يمكنه الاعتماد على قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها وعناصرها مسلحون. ويجهد الثوار في التفاوض مع جميع زعماء القبائل للدخول من دون عنف إلى المدينة. وإذا لم يجد القذافي ملاذا لدى أقاربه فإنه يملك حلولا أخرى لدى قبائل أخرى كالطوارق.

وباستخدام شراء الذمم الذي طالما أفاده تمكن القذافي من الاعتماد على الطوارق بعد أن ضمن لهم نسبة من أرباح التجارة عبر الحدود مقابل ضمانهم استقرار المنطقة. لكن إنجازات الثورة الأخيرة قد تغير الوضع. فقد انضم عدد من الطوارق إلى الثوار عبر فتح الحدود الجنوبية في مستوى مرزوق في منطقة فزان التي تعتبر منطقة تواصل حيوية مع النيجر وتشاد والجزائر عبر كبرى مدنها المدينة المحورية سبها حيث يقوم القذاذفة بدور اقتصادي وسياسي أساسي.

إلى جانب مناطق الجنوب يمكن للقذافي عبور الحدود والاستفادة من عدم ضبط جنوب البلاد ليتجه إلى الجزائر على سبيل المثال. وقبل أيام من سقوط مقره العام أفادت معلومات صحفية أن القذافي ينوي الذهاب إلى المنفى في جنوب أفريقيا وحتى في فنزويلا وعن وصول طائرات إلى المنطقة تنقله وعائلته إلى أحد البلدين. وسارعت جنوب أفريقيا إلى نفي الخبر، غير أن رئيس فنزويلا هوجو تشافيز غذى الشائعات حول توجه الزعيم الليبي إلى كراكاس عبر إعادة التأكيد الثلاثاء الماضي على دعمه له. أما نيكاراجوا التي يرأسها دانيال أورتيغا "صديق" القذافي فتركت الباب مفتوحا أمام احتمال استقباله.

غير أن الرجل الثاني سابقا في النظام عبد السلام جلود الذي انشق عنه يرى أن لا مخرج للقذافي إلا الموت إذا كان لا يزال في طرابلس. وقال "القذافي ليس لديه الجرأة لينتحر وقد يكلف أحدا من المقربين منه ليغتاله".