في العالم أجمع ومنذ توالي العصور تاريخياً حتى اليوم تكون الهوية هي الفارق الذي يفرق المجتمعات ويميزهم عن بعضهم بعضا، كمثال: لباس الغرب يختلف عن الشرق في العالم ولا يعرفون إلا باللباس، أيضا التمييز يكون على التصرفات والأفعال، فهناك بلدان تحظى بكثير من التراث والجمال والمخزون الكبير المستدعي لزيارتها ولكن قلّة من يزورونها، أو من يذهب لها لن يعتادها مرة أخرى، من أجل هويتهم المختلّة!

الهوية ليست بلباس نختلف فيه، ولا لغة تميزنا عن غيرنا - صحيح أنها من ضمن حدود الهوية - لكن الهوية الحقيقية هي أفعالنا ومبادئنا التي هي الجدار الأول والأخير الذي نتكئ عليه.

- ولله الحمد، نحن في المملكة العربية السعودية نحمل هوية ولا كل الهويات، هي الفريدة والمختلفة والمرجع القويم المختلف عن كل العالم أجمع، وهي الهوية الإسلامية التي توخذ من كتاب الله - عز و جل - منهاجا واضحا وخطا موازيا لا ميل فيه ولا عدول، وسنة نبينا - عليه الصلاة والسلام - قدوة في كل تصرفاته الحياتية وسننه العظيمة، واكتمالاً على كل ذلك مبادئنا وعاداتنا العربية الحميدة التي نتميز بها تاريخيا.


وبما نمر به هذه الفترة في وطننا من تغيرات سمحة ومهمّة وكما قلت «تغيرات» فشهدنا بعضاً من استغلال وتوظيفات خاطئة ونشر ثقافة معاكسة تماماً؟

الملك سلمان - حفظه الله - عندما أسدل الستار على ظلام التشدد الذي انتشر في حقبة ماضية في بلادنا، قال «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا» أكد على ذلك برؤية حكيمة وتطبيق لهويتنا العظيمة، فطبق بعدها «قانون الذوق العام» الذي يحد من التصرفات اللا أخلاقية والتي لا تعكس مراد ورؤية وطننا وهويته.

هناك كثير ممن يسمون «دعاة الحرية» وأجزم أن الحرية المقصودة التي يسعون لها هي الانحلال الذي يرفضه ملكنا بشدة وتنفيه هويتنا الإسلامية والعربية والوطنية.

الهوية هي مرجع أساس لحياة كل فرد، وليعلم الجميع أن تغيراتنا والتطورات التي نشهدها ليس كما يدعوه البعض هي تحقيق رغبة الغرب ولإجل إعجابهم، ديننا هويتنا وهذا هو ديننا الذي «ليس به تشدد ولا غلو».