لا شك أن تفشي جائحة كورونا قد تسبب في تشكيل تهديد قوي للحياة البشرية وللاقتصاد العالمي نتيجة لخطورة المرض وسرعة انتشاره.

ولن نتحدث في مقالنا هذا عن خطورته ولا عن الاحترازات الوقائية ولا عن آلية التعامل معه، فقد كفتنا ذلك مشكورة وزارة الصحة، ولكننا سنتحدث عن كيفية تحويل هذه المحنة إلى منحة، فمن المؤكد أن هذه الجائحة ستنتهي عاجلاً أو آجلاً، فها هي إعلانات إنتاج لقاح مضاد للمرض قد بدأت في بعض الدول، وحتى ننجح في ذلك يجب علينا معرفة ثلاثة أمور، وهي كيفية التعامل مع هذه الجائحة في الوقت الراهن وحتى زوالها، كذلك معرفة المكتسبات التي رافقت هذه الجائحة، ومن ثم المحافظة على استمرارية هذه المكتسبات وتطويرها.

ولعل أفضل طريقة للتعامل مع هذه الجائحة هي التقيد بتعليمات وزارة الصحة والالتزام بالإجراءات الاحترازية لتقليل انتشار المرض وحتى زواله بإذن الله.


أما ما يتعلق بالمكتسبات التي رافقت هذه الجائحة فيمكننا ذكر أبرزها وهو التحول الرقمي الكبير، سواء في التعليم أو التجارة الإلكترونية أو الخدمات العامة، كذلك التغير الواضح في سلوكيات المجتمع وثقافته، من حيث الترابط الأسري والانضباط والالتزام بالتعليمات والحرص على النظافة الشخصية.

وللمحافظة على هذه المكتسبات يجب على وزارة التعليم نشر لوائح التعليم عن بعد واستمراره بالتزامن مع التعليم التقليدي والاستفادة منه خصوصاً في القرى النائية، كذلك يجب على وزارة التجارة تسهيل ضوابط التجارة الإلكترونية وتوعية المجتمع بها وبأهمية الأمن السيبراني، وكذلك يجب على كل وزارة الاستمرار بالتحول الرقمي وتسهيل تقديم الخدمة الرقمية.

أما ما يتعلق بسلوكيات المجتمع فلا شك أن الجميع قد لمس أهمية الترابط الأسري حتى في ظل التباعد الجسدي والدور الذي يلعبه في بناء الأسرة السليمة والتي تعد نواة المجتمع السليم، كذلك قد لمس الجميع أهمية التقيد بالأنظمة والانضباط سواءً في تعامل الفرد عندما يكون لوحده أو في تعامله مع الآخرين، لذلك ينبغي على الجميع الاستمرار في تقويم سلوكياتهم وتحسينها لنصبح مجتمعاً متمدنا.

أخيراً، نسأل الله أن يرفع البلاء ولا ننسى أنه بتوفيق الله ثم بتضافر الجهود ستتحول هذه المحنة إلى منحة.