تتعجب عندما تسمع أن شخصاً تعرفه أو لا تعرفه أصيب بمرض "كورونا" عافانا الله وإياكم، ثم تجده يخفي ذلك عن الناس عنوة ويجعله سراً لا يمكن البوح به، بل ويوصي ويشدد التوصية لأهل بيته بعدم إعلام أي أحد بإصابته بهذا الداء، وكأنه عيب أو فضيحة، ولا أدري حقيقةً كيف تدار عقول هؤلاء الناس؟ وكيف يعيشون بيننا؟

إلى هنا ممكن "نقبلها ونمشيها" لأي أسباب يحتفظ بها ذلك الشخص لنفسه، لكن ما يزيد من العجب وشديد العجب هو أنك تراه طيلة مدة إصابته بكورونا مخالطاً للناس يصلي معهم يحضر مناسباتهم يجتمع بهم يزورهم، ويزورونه، كل هذا وغيره وهو ما زال مصاباً بكورونا ويخفي ذلك.

المرض ليس عيباً أو شينة يصاب بها الإنسان ويخفيها خشية الفضيحة بل هو شيء يكتبه الله على جبين الإنسان لأسباب قد نعلمها وأخرى قد نجهلها، فضلاً عن كونه تخفيفا وتكفيرا لذنوب المسلم، كما جاء عن رسولنا، عليه الصلاة والسلام.


ونحن كمجتمع مسلم نؤمن بقضاء الله وقدره، ونؤمن بفضل الدعاء وتأثيره وأثره، فلو علم أقارب المصاب أو معارفه أو حتى عامة الناس بمرضه، فإنه لن يجد منهم الشماتة بل سيجد الدعوة الطيبة له بالشفاء وقد تستجاب دعوة أحدهم في ظهر الغيب، والناس مهما حدث بينهم أو اختلفوا إلا أن الخير يبقى موجوداً فيهم حتى قيام الساعة.

وكم هي الأمراض التي عرفتها البشرية طوال التاريخ، وكم اكتشف لأغلبها من علاج وبعضها عجز علماء البشرية حتى اللحظة من إيجاد العلاج المناسب لها، وهناك الأمراض المستجدة من وقت لآخر يكتشفها الإنسان وقد يجد لها الدواء وقد لا يجده، وهذا كله بتدبير الله، عز وجل، ليعرف البشر أنهم لا يستطيعون فعل كل شيء في الدنيا بدون الله وإرادته، سبحانه.

عزيزي، إذا شعرت ببعض أعراض كورونا أو أصبت بالمرض فعلياً، فعليك اتباع تعليمات وزارة الصحة حرفياً، وأولها وأهمها الحجر وعدم الاختلاط بأحد حتى أسرتك القريبة فكورونا، ما زال موجوداً في العالم ونحن ضمن منظومة هذا العالم الفسيح، فلا نتساهل ولا نتهاون في الأخذ بأسباب الوقاية والعلاج.

جهود بلادنا وحكومتنا واضحة جلية وضوح الشمس في التعامل مع كورونا، وبفضل الله، ثم بتلك الجهود نزلت نسبة المصابين والمتوفين بشكل كبير، وفي المقابل زادت نسبة المتعافين، ولله الحمد، رغم رفع الحظر كاملاً إلا أننا ما زلنا مثلنا مثل العالم نترقب العلاج الشافي من الله ثم من العلماء مع الاستمرار في الأخذ بأسباب السلامة والوقاية والاحتراز.

حفظنا الله وإياكم جميعاً.