ألقت اضطرابات الأسواق العالمية بظلالها على سوق الأسهم السعودية، التي خرجت من شهر رمضان خاسرة أكثر من 6% رغم ما وصفه محللون بقوة العوامل الأساسية به. وبانتهاء جلسة تداول الأربعاء الماضي، بدأت السوق السعودية عطلة طويلة احتفالا بعيد الفطر لتستأنف التداول في 3 سبتمبر المقبل.

وأجمع محللون على أن التداولات خلال رمضان كانت ضعيفة بشكل ملحوظ تأثرا باضطرابات الأسواق العالمية والمخاوف بشأن الانتعاش العالمي، متوقعين أن تشهد الأسواق العالمية بعض الأحداث خلال عطلة عيد الفطر، الأمر الذي قد يساعد على اتضاح الصورة بشأن الاقتصاد العالمي عند استئناف التداول، مشيرين إلى أن التراجعات الحالية تعد فرصا جذابة للشراء بالسوق المحلية.

وقال المحلل الاقتصادي عبد الوهاب أبو داهش: "كان هناك ارتباط قوي بين السوق السعودية والأسواق العالمية خلال شهر رمضان، فالتداولات كانت ضعيفة جدا سواء من حيث الحجم أو القيمة".

وأضاف: "إجازة العيد قد تشهد مؤشرات جديدة في الاقتصاد العالمي...قد تساعد العودة بعد العيد إلى رؤية أفضل مما هي عليه الآن"، مشيرا إلى اجتماعات مرتقبة لبنوك مركزية عالمية وخطوات من الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية علاج أزمة ديون منطقة اليورو.

وأنهى المؤشر السعودي تعاملات يوليو الماضي عند مستوى 6392 نقطة وشهد تراجعات حادة خلال شهر رمضان في ظل اضطرابات الأسواق العالمية لاسيما جراء أزمة الديون في منطقة اليورو وخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.

وبنهاية تداول أول من أمس، أغلق المؤشر عند مستوى 5979.3 نقطة لتصل تراجعاته خلال شهر رمضان وحده إلى 6.5%.

من جانبه، قال المحلل المالي والاستراتيجي يوسف قسنطيني: "إجمالا معظم التداولات كانت مبنية على عناوين الأخبار أكثر من أساسيات السوق".

وأشار إلى أن الأسباب الرئيسية وراء تراجع سوق الأسهم السعودية، وهي الأكبر في العالم العربي، تعود لعدم وجود ثقة في انتعاش الاقتصاد الأميركي، وذلك في ظل تقارير من بيوت الخبرة العالمية الاقتصادية تشير إلى توقعات بتراجع النمو، مما يثير مخاوف من دخول أكبر اقتصاد عالمي في موجة ركود.

وأضاف "تراجع نمو الناتج المحلي الأميركي إلى 1.6%... تاريخيا على مدى 60 عاما، كلما كان ذلك المعدل أقل من 2% يحدث ركود في الولايات المتحدة".

وتعليقا على الارتباط القوي بالأسواق العالمية، قال قسنطيني: "أساسيات السوق السعودية قوية. ولا يحتاج الأمر للتأكيد على القول بأنها قوية، فمكررات ربحية السوق عند 12 مرة ومكررات السعر إلى القيمة الدفترية عند 1.7 مرة، وهذا معدل جيد جدا".

وتابع: "كما أن أرباح الشركات السعودية نمت 28% في الربع الثاني و24% في الربع الأول والقوائم المالية للشركات السعودية قوية وغير مكبلة بالديون...هذه من ضمن الأساسيات القوية للسوق. السوق المفروض أن يرتفع بسبب نمو أرباحه وهو ما سيحدث حتما على المدى الطويل".

وأوضح أن من بين ما يعزز ذلك الفائض التجاري القوي والإنفاق الحكومي القوي، إلى جانب بداية تحسن الوضع السياسي في المنطقة مضيفا "النظام الليبي سقط...هذا ثالث نظام يسقط في 2011 مما يريح السوق أكثر وأكثر من المخاوف".

وتوقع أن "تبلي السوق بلاء حسنا على المدى الطويل، فالوضع صحي جدا، لكن المؤثرات الخارجية وعناوين الأخبار هي نقطة ضعف السوق. الآن فرصة للشراء وليس البيع".