توحيد جهود الدبلوماسية
طالبت دراسة مسحية اطلعت عليها «الوطن» وجاءت بعنوان «نحو رؤية شاملة لإستراتيجية وطنية للقوة الناعمة السعودية» أعدها وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة سابقاً، السفير الدكتور سعود كاتب، بتوحيد جهود الدبلوماسية العامة من خلال جهة واحدة تكون قادرة على رؤية الصورة الكاملة والعمل على تجنب أي ازدواجية أو تضارب في الرسائل، إضافة إلى تجنب الهدر المالي غير الضروري، مبينة أن هذا الجهاز لا يعني أنه سوف يمارس كافة أنشطة الدبلوماسية العامة نيابة عن الجهات المختلفة، ولكن وجود رؤية واحدة بعيدة المدى، يعني مزيدا من التنسيق والتناغم بين الجهات المختلفة، وتقييم أدائها وفقاً لمعايير دقيقة موحدة.
لجنة للقوة الناعمة
لفتت الدراسة إلى أن هذه الجهة قد تكون هيئة وطنية للدبلوماسية العامة أو مجلس للدبلوماسية العامة، أو لجنة للقوة الناعمة، أو غير ذلك، ومن الأمثلة التي رصدها الباحث «مجلس القوة الناعمة» في دولة الإمارات الذي تم تأسيسه عام 2017 بهدف تعزيز سمعة الإمارات إقليمياً وعالمياً وترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم، وهو يختص برسم السياسة العامة أو إستراتيجية القوة الناعمة للدولة.
علامات المملكة
خلصت الدراسة إلى رصد 5 علامات أساسية ستحقق للمملكة أفضل تأثير لدى دول العالم، تتضمن ما يلي: مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين، وقيادة العالم الإسلامي، وتعليم عالي متميز، ونموذج اقتصادي جذاب، ومملكة شابة ومتطورة. وشدد الباحث في دراسته إلى أن هذه العلامات الخمس تمثل عماد القوة الناعمة السعودية، والتي ينبغي العمل على ترسيخها والمحافظة الدائمة عليها.
علامات تحتاج لمراجعة
رصد الباحث في دراسته المسحية مجموعة علامات تحتاج إلى مراجعة متابعة نظراً لعدم وجود ارتباط إطلاقاً أو أن ارتباطها ضعيف في المملكة، وهي: الإبداع الفني، الإعلام المؤثر، وجهة ترفيهية جاذبة، وجهة سياحية جاذبة، الإبداع الرياضي، الإبداع الثقافي، داعياً إلى النظر لكل علامة للتعرف على سبب وجودها ضمن قائمة الأقل ارتباطاً أو الأقل أهمية.
الإعلام المؤثر
أوضح الباحث أن علامة «الإعلام المؤثر» رغم حصولها على درجة أهمية عالية هي 86% (حسب التقييم 65% مهم للغاية و21% مهم جداً) إلا أنها حصلت على ثاني أقل درجة ارتباط بنسبة 42% (نسبة 8% لا يوجد ارتباط إطلاقاً و34% ارتباط ضعيف)، مشيرة إلى ضرورة مراجعة ومتابعة وضع الإعلام السعودي بشكل عام (حكومي وخاص) لمعرفة سبب عدم رقيه لسقف التوقعات والأهمية المأمولة.
تقزيم بعض العلامات
أكد الباحث بأن إطلاق رؤية 2030 يمثل عيد ميلاد الدبلوماسية العامة، ورد الاعتبار إلى القوة الناعمة السعودية بعد غياب أو تقزيم لمدة طويلة جداً، بشكل توقفت معه كثير من جوانبها عن النمو بصورة شبه كاملة، مثلها الحال مع الآثار التاريخية التي تم إغلاقها أو حتى تدمير بعضها، أو أنه تم تقزيم جوانب أخرى منها، كما هو الحال مثلاً مع الفنون والموسيقى والمسرح، مؤكداً أن رؤية المملكة حررت مصادر القوة الناعمة السعودية من القيود التي كبلتها وأعاقتها من الحركة لمدة طويلة.
توصيات الدراسة
* العلامة الوطنية الرئيسية لصورة المملكة هي «مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين» وهي بالتالي العلامة التي ينبغي ترسيخها وتدعيمها والحفاظ عليها باعتبارها عماد القوة الناعمة السعودية والسمة الأساسية
* يلي علامة مهبط الوحي وأرض الحرمين علامات أساسية أخرى: قيادة العالم الإسلامي، وتعليم عال متميز، ونموذج اقتصادي جذاب، ومملكة شابة ومتطورة، يجب الاهتمام بها ودعمها
* المجموعة التالية من العلامات هي علامات مهمة ومكملة: شعب محب وودود، تواجد إيجابي مؤثر على شبكات التواصل الاجتماعي، الانفتاح الثقافي على دول العالم، التنوع البيئي والثقافي
* المجموعة الثالثة التي تمت تسميتها بـ «علامات بحاجة إلى مراجعة»: الإبداع الفني، الإعلام المؤثر، وجهة ترفيهية جاذبة، وجهة سياحية جاذبة، الإبداع الرياضي، الإبداع الثقافي، تحتاج أيضاً إلى مراجعة ومتابعة بشكل دقيق ومدروس
* إنشاء مجلس / هيئة وطنية للدبلوماسية العامة تكون مهمتها توحيد كافة جهود الدبلوماسية العامة السعودية تحت مظلة واحدة
* تأسيس مجلس يتكون من أعضاء من كافة الجهات المعنية ذوي مراتب عليا وخبرة كبيرة
* تطوير هوية موحدة للقوة الناعمة السعودية
* مراجعة الأنظمة والممارسات التي تؤدي إلى التأثير على صورة المملكة في الخارج.
5 عوامل تعزز قوة تأثير المملكة عالميا
- مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين
- الإبداع الفني
- الإعلام المؤثر
- وجهة ترفيهية جاذبة
- وجهة سياحية جاذبة
* عوامل تحتاج تقوية لتعزيز القوة السعودية الناعمة
الإبداع الرياضي
الإبداع الثقافي
قيادة العالم الإسلامي
التعليم العالي المتميز
مملكة شابة ومتطورة
نموذج اقتصادي جذاب