ليس أجمل من رد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه حينما قيل له: أيكما أكبر أنت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال الصديق: "هو أكبر مني ولكني ولدت قبله".. هو صاغ الإجابة وأوردها بأسلوب فلسفي جميل يحفظ لنبي الأمة عليه الصلاة والسلام قدره ومكانته.
يقول أهلنا في الجنوب في أمثالهم الشعبية: "الملافظ سعد".. والمغزى هو أن الألفاظ التي نستخدمها في حديثنا هي باب من أبواب السعادة نفتحها في وجوه الآخرين.. نافذة مشرعة للتفاؤل.. فال سعد على المتحدث والسامع على حد سواء.. وفي المسلسلات السورية بدأ الناس يسمعون عبارات غير دارجة عندهم نحو: "تقبرني".. وهي دعوة بـ"طول العمر" للسامع.. وهذه تندرج في سياق اللغة المحببة للنفس البشرية.
مشكلتنا أن أذرعة الجفاف بدأت تتمدد.. من العلاقات الاجتماعية إلى خطابنا اليومي مع بعضنا البعض.. إلى أن وصل الأمر إلى أبواب المؤسسة الإدارية.. يشتكي كثير من الناس من الجفوة والتعالي الذي يجدونه من بعض الجهات.. أحيانا يتناقلون مقاطع عبر الهواتف تؤكد ذلك.. أصبح الناس يسمعون عبارات محبطة منفرة.. لا هم الذين أنجزوا أعمالهم ولا هم الذين سمعوا ما يسعدهم ويبشرهم بالخير!
الناس بحاجة للبشرى.. بحاجة لحسن القول ـ "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" ـ بحاجة لمن يتحدث معهم بأسلوب طيب وجميل ينضح بالتفاؤل والبشر ويفتح أمامهم أبواب التفاؤل.
تبادلوا العبارات اللطيفة مع الآخرين.. أحسنوا اختيار ألفاظكم وكلماتكم.. قد لا تشعرون بقيمة هذه العبارات العابرة، لكنها ذات أثر عميق في نفوس الآخرين.