إننا عندما نلتفت للسياسة الدولية لإردوغان، نجده يتعامل مع الملفات السياسية القلقة والإستراتيجية بطريقة بائع التجزئة، فهو لا يعالج قضايا كلية بذلك الفكر الإستراتيجي المعتمد على معرفة حقائق القانون وقواعد السياسة الدولية، بقدر ما يتعامل بفكر بائع البطيخ والليمون البسيط، الذي يتعامل مع الأمور اليومية والعادية، وإن تحسن تفكيره قليلا لم يتجاوز فكر لاعب كرة القدم الهاوي، كما هو حال إردوغان عندما كان لاعبا أقل من العادي في نادي قاسم باشا، حيث كانت المنافسة محدودة والتحديات غير معقدة، ومن ثم كانت المعالجات تفتقر إلى المخيلة الواسعة والمبدعة، حيث يركن أبناء هذه الأندية كثيراً إلى الحلول الفردية والاعتماد على الحظ في تجاوز المشكلات، ولأن الرئيس التركي وليد مرحلة الهواة تلك، فإنه يعتمد على أسلوب المقامرة معتمدا على الأماني والحظوظ لينقذ نفسه من تلك المزالق التي أوقع نفسه فيها مع شعبه والعالم.
إن الرئيس التركي يحتاج للكثير من الأدوات ليعيد بناء شيء من الثقة بينه وبين العالم، ولعل أولى هذه الأدوات قراءة التاريخ والواقع بصورة جيدة وتحليل الأمور من زاوية المصالح البعيدة والقريبة، دون إهمال معرفة نقاط القوة والضعف لديه، ومعرفة حدوده وحدود الآخرين، دون المبالغة في تقدير قوته أو تأثيره حتى لا يجد نفسه خارج ترتيبات المرحلة القادمة، خاصة وهو يوشك أن يكون كذلك في ظل اندفاعه غير المحسوب إقليميا ودوليا.