من الأمثال العربية (إياك أعني واسمعي يا جارة)، وهو قصة سهل الفزاري مع أخت حارثة، حينما أراد أن يوصل لها رسالته بشكل غير مباشر، فقال:

يا أخت خير البدو والحضارة

كيف ترين في فتى فزارة؟


أصبح يهوى حرة معطارة

إياك أعني واسمعي يا جارة

وهكذا سار العرب وصاروا حينما يريدون تمرير رسالة بشكل غير مباشر يستحضرون هذا المثل وتلك الأبيات.

وهو حال الكاتب حينما لا يستطيع توصيل رسالته بشكل مباشر لمانع أو حرج، فيسوقها بشكل مرمز لتحقيق مبتغاه دون خجل ولا وجل.

ولذا يجيش في نفس المعبر الكثير من الأمور التي يتمنى لو استطاع البوح بها لتحقيق مصلحة عامة، ولكن المتنبي رسم الحال بقوله:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

وفرق بين أن تحجم لدفع مفسدة خاصة وبين جلب مصلحة شخصية، أو تسكت لمحاباة أو محسوبية، ناهيك عن أن تقول ما يخالف الواقع.

ومع الانفتاح العالمي والثورة المعلوماتية والعولمة العابرة للقارات صار الوعي متيسراً، والتعبير عنه في مواقع التواصل الاجتماعي متوفراً، فلا يعذر بالجهل أي أحد، ولا نعذر المغالطين الباحثين عن مكاسب أنانية.