العم سلمان روى لـ«الوطن» قصة معاناته في نقل المواد في ظل الظروف الصعبة وحكايات الترحال القديمة.
دكان الـ50 عاما
قطع العم سلمان تلاوته لآيات من القرآن الكريم فور دخولنا بقالته الصغيرة، وحين جلسنا إليه، بدأ يسرد لنا حكاياته، وقال «بقالتي الصغيرة هذه عمرها 50 عاماً، وبدأت حكايتها بعيد دخولي عالم التجارة بالبيع والشراء قبل نحو 60 عاما».
وأضاف «بدأت ممارسة مهنة التجارة منذ عام 1381 في عيبان، حيث كنت أقوم بالبيع في بسطة صغيرة، ثم بعد ذلك حوّلت جزءا من منزلي عام 1392 إلى بقالة كما كان يسميها الأهالي».
يروي رحلة الغذاء إلى أعالي جبل صماد
شراء البضائع
يذكر العم سلمان أنه بعد الانتهاء من بيع منتجاته يقوم بركوب شاحنة المرسيدس (السيارة المتوفرة في وقته، وذلك مقابل ريال واحد) للوصول إلى أسواق صبيا وجازان وشراء المواد الغذائية، ثم العودة إلى تخزينها في عيبان أو الأودية كوادي قصي ووادي قار استعدادا لنقلها إلى أعلى الجبل، وأضاف أقوم بنقلها بعد ذلك إلى أعلى الجبل عبر الحمير والبقر، وكذلك على أكتاف الرجال في رحلة شاقة وخطرة.
رحلة المخاطر
بيّن العم سلمان أنه قديما كان يقوم بالنزول من الجبل عبر طرقات وعرة سيرا على الأقدام حافياً، وأحيانا يضطر للسير ليلا، وقال «كنت أنزل إلى عيبان في رحلة نزول تستغرق ساعة ونصف الساعة، محملا بخيرات الأرض التي وهبنا الله إياها من الموز والبن والعسل والسمن، وأسوق معي بعض المواشي أحيانا لبيعها في أسواق تهامة الكبرى، ثم شراء ما نحتاجه من مواد غذائية وأحملها إلى أعلى الجبل».
إقبال ضعيف
شكا العم سلمان ضعف الإقبال على بقالته في الوقت الراهن بسبب هجرة الأهالي نحو تهامة بحثا عن الخدمات، وقال «كان الإقبال قديما على الشراء كبيرا، والآن ضعف كثيرا»، وبيّن أنه اعتاد على البيع بنفس أسعار البيع في بقية المناطق قانعا بالرزق البسيط، ولتسهيل حصول الأهالي على احتياجاتهم، وبين أنهم كانوا يتعاملون بالعملات المعدنية سابقاً، ثم أتت بعدها العملات الورقية في السبعينيات الهجرية التي اقتصرت على فئات 1 و5 و10 ريالات فقط ثم أتت بعد ذلك بقية الفئات.