كلاكيت أول مرة:

معروف أن "الفلسفة" معربة من أصل اشتقاقها اليوناني "فيلوصوفيا" التي تعني "حب الحكمة" هكذا يطلق على الفيلسوف حكيم؛ والله تعالى يقول: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤت الحكمةَ فَقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكرُ إِلا أولو الألباب". وهنا أستغرب من محاولة بعضهم تحريم الفلسفة، فيما بعض آخر يخوف الاقتراب منها!

كلاكيت ثاني مرة:

من أفضال الفلسفة تربية الناس، وخصوصا العلماء والأكاديميين، في زمننا هذا على التواضع الفكري أمام التعددية الفكرية. إنها تعتني بتربية العقل على الوعي بأن المعرفة ليست ملكية فردية، بل إنسانية، فلا ينطق أحد حول حقيقة ما أنها "صائبة"، بل" يُحتمل صوابها"! هكذا يفتح الباب للآخرين، كما كان يفعل سقراط، ولا غرابة حين قال "كلُ ما أعرفه أني لا أعرف شيئا".. لا أعلم كيف تساءلت عن عدد الأكاديميين في جامعاتنا المصابين بالغرور والكبرياء العلمي، ويعتقدون أنّ ما يقولونه لطلابهم أمور لا تحتمل نقاشا؟! بصراحة؛ أمر متوقع؛ فهم لم يدرسوا الفلسفة! والأغلب أن معظمهم حصل على درجة الدكتوراه، التي تعني ضمنيا فلسفة، من جامعاتنا التي لا تُدرس الفلسفة! فقط أتساءل: كيف يكون ذلك؟!

كلاكيت ثالث مرة:

يُقال إن الفلسفة ليست علما، بل نشاط، وإن من رحمها ولدت العلوم التي كانت بذرتها تساؤلات حول مسائل معينة، فكانت الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والطب والموسيقى وغيرها، وليس هناك أسهل من تعريف الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل، حين قال: "العلم هو ما نعرف والفلسفة هي ما لا نعرف".. فيا تُرى الأمم التي تعتني اليوم بالفلسفة وتشتغل بها، كم من العلوم والاختراعات ستنجب غدا من رحمها كي تستهلكها أمم حاربت الفلسفة والفلاسفة وما تزال؟!

كلاكيت رابع مرة:

ابن سينا وابن رشد وابن الطفيل والفارابي وأبو بكر الرازي وابن حيان وابن خلدون وغيرهم من فلاسفة وحكماء مسلمين أضاءوا تاريخنا في عصور كثرت فيها العقول المعطلة بالوهم، فخسرهم عصرهم حين قذفهم بالكفر والإلحاد والزندقة.. اليوم وبعد بضع مئات من السنين أتجول في بعض شوارعنا ومناطقنا ومدننا وأرى أسماءهم مكتوبة في يافطات لكليات علمية أهلية وأخرى لشوارع! أتساءل هل هذا هو ما نحتاجه منهم؟ أسماء في يافطات؟! في حين نفتش عن كتبهم وعن أفكارهم ونتاج عقولهم في مناهجنا الدراسية فلا نجدها!

كلاكيت خامس مرة:

هناك من يقول إن الفلسفة أسئلة تبحث عن إجابات لها، لكني أقول إن الفلسفة لا تبحث عن إجابات؛ إنما تبحث عن أسئلة لإجابات جاهزة وموجودة ونمتلكها! وأهم هذه الإجابات التي نبحث لها عن أسئلة هذا "الإنسان" الضائع فينا!