الدول والكيانات وحتى الأفراد يحتاجون للقوة «الناعمة»، ولكن ليس على حساب القوة «الصلبة» التي لها أوقاتها وأماكنها وظروفها، وذلك بحيث تُهاب لحزمك وتُحَب لعدلك.

كما أن هناك «فرصا ضائعة» يجب إدراكها، فضلاً عن بنائها وتطويرها، دون التهويل فيها وكأنها موضة، ولا التهوين منها وكأنها رفاه، مع ترشيد مالي، وتهذيب إعلامي.

ولذا نحتاج لإستراتيجية شاملة وواقعية تشمل جميع السلطات والجهات، والقطاعات العامة والخاصة والخيرية.


وقبل الهدر في قوى ناعمة جديدة علينا إدراك الفرص المتاحة، وعلى سبيل المثال دور الحرمين الشريفين إعلامياً، والحج والعمرة والزيارة ميدانياً.

والجامعة الإسلامية في المدينة النبوية عبر نصف قرن تخرج منها عشرات الآلاف ممن وصلوا للقيادة الدينية والسياسية في بلدانهم، دون استثمار لهذه المخرجات كما استثمرها الإخوان المتأسلمون مثلاً، حيث استغلوا تغلغلهم في الجامعات والمنظمات لقوة ناعمة لهم عبر مؤسساتنا الوطنية للأسف.

وخذ مثلاً القيادة الحالية للاتحاد العالمي لعلماء الإخوان، حيث كان رئيسه في مجمع الفقه في جدة، ونائباه الددو والبشير من خريجي جامعاتنا، فضلاً عن العوضي الكويتي، وآلاف غيرهم للأسف.

ومن قوتنا الناعمة تنوعنا القومي والمذهبي، وليس بأن يكون ذلك مصدر ضعفنا عبر إثارة العنصرية والتمييز والكراهية.

مما يوجب علينا مراجعة الماضي بوعي، وتعديل الخطأ بحكمة، وإلا فسوف نُشبع المتلقين بالكلام عن القوة الناعمة، في حين أن «الطابور الخامس» هو الذي سار بالقوة على حسابنا الوطني.