ما كادت لجنة الإشراف على الانتخابات الأدبية تغلق ملف انتخابات أدبي تبوك؛ التي وصفت بأنها سارت في هدوء وحققت نجاحا لافتا، حتى شن عدد من الذين لم يحققوا أصواتا تؤهلهم للانضمام لعضوية مجلس الإدارة هجوما على آلية الانتخابات "الإلكترونية" التي مثلت، بحسب تعبيرهم، "نكسة ثقافية"، ما يوحي بتطور الأمر إلى طعون واعتراضات على غرار المشهد الذي انتهى إليه حال انتخابات أدبي الأحساء.
فالكاتب عبدالرحمن العكيمي وصف ما حدث في انتخابات أدبي تبوك بـ"النكسة الثقافية المحبطة للغاية"، محملاً لجنة الانتخابات المسؤولية.
وقال: وزارة الثقافة تقدم لنا "التصويت الإلكتروني" بوصفه منجزا ثقافيا بمباركة الإدارة العامة للأندية الأدبية لينفذ لنا مسرحية في نادي الأحساء الأدبي "مخجلة جدا" تم اكتشاف بواكيرها مع انتهاء التصويت الإلكتروني وتبعتها مسرحية "فاضحة" بنادي تبوك، بينما الناخب والمرشح يريدان أن يعرفا بلغة الأرقام النتيجة واضحة وهذه لا تكون إلا بطريقة التصويت الورقية المتعارف عليها حيث جاء في اللائحة في المادة 15 من لائحة الانتخابات التي أصدرتها الوزارة (يسمح للمرشحين ومندوبي وسائل الإعلام بالحضور في قاعة الاقتراع أثناء عملية الاقتراع والفرز والعد دون أن يكون لهم الحق في إبداء أي ملاحظات أو تدخلات مع لجنة الاقتراع والفرز).
وحذر العكيمي من أن ما حدث سيفقد الثقة إلى الأبد وسيصدع العلاقة بين المثقف والمؤسسة التي تعنى بالثقافة، فما آلت إليه نتيجة انتخابات نادي تبوك ليست هي النتيجة الحقيقية لأصوات الناخبين على الإطلاق وغالبية أعضاء الجمعية العمومية يدركون ذلك، هناك أصوات استبعدت وهناك أسماء أقصيت وهي فائزة وهذا الأمر تثبت قطعيته عن طريق أعضاء الجمعية العمومية الذين سيدلون بشهادتهم وأصواتهم وتوقيعاتهم متى ما طلب منهم ذلك.
فيما وصف أحمد سليم العطوي نتيجة انتخابات أدبي تبوك بـ"المخيبة للآمال" وقال "هذه الانتخابات جمعت النكبة والنكسة، فالنكبة لمن صدق شعار وكالة الوزارة بالشفافية والوضوح في الانتخابات، والنكسة لبعض المثقفين وأدعياء الثقافة الذين عملوا بمبدأ "فاوست" حين تحالف مع الشيطان لضمان مقعد في مجلس إدارة النادي"، محملاً أعضاء من المجلس السابق، والذين أشرفوا على تشكيل الجمعية العمومية، مسؤولية ذلك، حيث لم يضعوا شروطا للترشح لعضوية مجلس إدارة النادي تختلف عن شروط الجمعية العمومية، بحسب قوله.
وتساءل العطوي: أين هي الدماء الجديدة وثلة من أعضاء وعضوات المجلس، إما متقاعد من عمله أو في طريقه للتقاعد؟، أين حيوية الشباب وأحد الفائزين في مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي منذ ما يقارب عقدا ونصف، لماذا لا يقيد الترشيح بفترتين فقط؟!.
وانتقد العطوي آلية التصويت، مطالبا بوضع خاصية في برنامج التصويت الإلكتروني تتيح إظهار نتيجة المرشح مباشرة بعد الانتهاء من التصويت له يظهر من خلالها كم صوتا جمع مباشرة لتبث الثقة في نفوس الناخبين والمرشحين.
وعزت عضو اللجنة المنبرية في أدبـي تبوك سابقا هيفاء سليمان الأميلس الانتقادات التي طالت عملية التصويت الإلكترونية إلى سوء التنفيذ، وقالت "إن عرض الشاشة فقط وإثبات تشغيل أجهزة التصويت أمام الناخبين لا يعني الرضا باستخدام التصويت الإلكتروني، مطالبة بأن تكون الانتخابات ورقية وإلكترونية ثم مقارنة النتائج حتى تظهر الانتخابات للجميع بمصداقية ونزاهة دون تشكيك بتطبيق التصويت الإلكتروني.
واستغرب عبدالرحمن العمراني ما اعتبره تناقضا بين ما قاله وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، في الحفل الخطابي الذي سبق عملية التصويت بدقائق، عن قدوم الدماء الشابة، وبين نتيجة الانتخابات التي غيبت أسماء ثقافية شابة ومهمة وأعلنت أسماء أعضاء متقاعدين، مطالبا بآلية تصويت ورقية تضمن المصداقية والشفافية عند الفرز على حد قوله.
من جانبه، امتدح رئيس أدبي تبوك الدكتور أحمد عسيري آلية التصويت الإلكتروني، معتبرا أنها طريقة عصرية، وتوجها ضروريا، ولا بد أن تجد الدعم والمشاركة الفاعلة من المثقفين، مؤكدا بأن الوزارة لم تعتمدها إلا بعد دراسات مستفيضة.
وأضاف عسيري أن أي ممارسة جديدة ينظر لها بهاجس التوجس، وأن أي عمل جديد لا يخلو ظاهره من تباين للآراء واختلاف يشكل في مجمله ظاهرة جيدة للتطوير والنقد البناء.