قبل عِدة أشهر، كنّا نسمع عن فايروس يُصيب الأفراد في أنحاء العالم، يُودي بحياة أشخاصٍ، وآخرون يُعافرون أمامه ويُعلنون بعد فترةٍ انتصارهم عليه. واليوم، ما عاد الفايروس بعيدا نسمع عنه ونُتابع أخبارَه، بل أصبح شبحا يدخل بيوتنا ويقتحم حياتنا، يوما بعد يوم تتوالى أخبار الإصابات، خبر إصابة قريب، صديق، أحد زملاء العمل..

لم تعد الإصابة به بعيدة، بعد أن أوشك على أن يكون هذا الفايروس اللعين الذي عُرف بـ«كورونا» ضيفًا ثقيلًا لا تُستبعد زيارته لأي منزل. فكيف بدأت هذه القصة؟ ومتى تخطينا أغلب فصولها ومراحلها؟ منذ بداية متابعة الأخبار والاستماع حتى الانتشار، فالتعايش، والاعتياد، منتظرين الوصول لمرحلة الانحسار، وهي المرحلة المرتقبة والقادمة بإذن الله.

اقتحام كورونا لحياتنا، وتغييره لكثير من خُططنا، وتسبُبه في تأجيل الكثير من مشاريعنا، أسهم في تأكيد أهمية وقيمة نعمتي الصحة والعافية في حياة كل منا، كل شيء نبحث عنه ونسعى له، قد يزول ويتغير ويُصبح ذا قيمة صفرية أمام التمتُع بصحة جيّدة، والنظر لمبسم آبائنا وأمهاتنا وهم بكامل عافيتهم.


وبهذا الصدد، لا تخفى علينا الجهود المبذولة من حكومتنا متمثلةً في كل قطاعات الدولة وعلى رأسها وزارة الصحة، فكل ما تم فعله وما يُفعل اليوم وسيُفعل غدا لا يؤكد إلا حقيقة واحدة، وهي أن سلامة الإنسان أولا وقبل كل شيء.

وكما أنه لكل فعل رد فعل، فالمقابل لهذه الجهود العظيمة كان متمثلا في صورة الوعي الموجود في الأفراد على أرض هذا الوطن، من أجل الحرص والحذر والتكاتف حتى نتخطى هذه الأزمة بأقل الخسائر والأضرار.

أسأل الله أن يُديم علينا نعمة الصحة، وأن يحفظ بلادنا، ونفرح قريباً بزوال الغُمة -بإذن الله-.