وقال القصبي إنّ الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أنّ التواصل الفعّال بين المريض والطبيب وتبني استراتيجية الرعاية المتمركزة حول المريض من شأنه أن يخفض تكاليف الرعاية الصحية بنسبة كبيرة حيث أنّ ثلثي المرضى في أقسام الطوارئ بالمستشفيات يعودون إلى منازلهم في غضون ثلاث ساعات وأنّ أكثر من 80% من بين الذين ينومون بالمستشفيات يحصلون على تشخيص وخطة علاجية خلال 48 ساعة، مما يوفر وقت المريض ويتيح الفرصة لخدمة مرضى أكثر في وقت أقل ويقلل التكلفة، موكّداً أنه وفقاً لتجربة مستشفى "بيرنهوفن" في هولندا، الذي اشتهر في أنحاء العالم بتطبيق نهج الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض على جميع سياسات وإجراءات المستشفى: فإنّ 70% من المرضى المحوّلين لعيادات العيون يتم فحصهم من قبل إخصائي البصريات بدلاً عن طبيب العيون فتنخفض بذلك تكلفة الاستشارة لـ (40) يورو بدلاً عن 225 يورو كما تقلصت تبعاً لذلك قوائم الانتظار.
وأوضح القصبي أن استراتيجية "رعاية أفضل من خلال رعاية أقل" التي تبناها المستشفى الهولندي الرائد في هذا المجال تعمد لتجنب الاستشارات والعقاقير والعمليات غير الضرورية قدر الإمكان، ذاكراً أنّ النتائج الأولية للتجربة كانت واعدة حيث انخفضت تكاليف الرعاية الصحية بين عامي 2014 - 2018 بنسبة 17% كما انخفض عدد الأسِرّة المشغولة بمرضى منومين بنسبة 15% تقريباً وهو ما شجّع على ازدياد أعداد المنشآت الصحية التي تؤكّد على أهمية التواصل الفعّال بين المريض والطبيب، لافتاً إلى أنّ الانتقال من الرعاية الموجهة نحو الإنتاجية لنهج الرعاية المتمحورة حول المريض يتطلب طرق تفكير مختلفة وتغيير متجانس بين أقسام المستشفيات لتعمل بتناغم يمكن من تحقيق هدف الرعاية الصحية الأفضل ذات القيمة المنخفضة.