قبل فترة اضطررت لإنهاء معاملة خاصة بي، فمررت على ست إدارات حكومية في مدينة الدمام، ثم دخلت المحكمة لعمل توكيل وقد أزعجتني مناظر وعادات وأساليب تعامل، ظننت أنها انتهت منذ زمن بعيد، وأنا هنا لا أعمم، فقد وجدت ـ مثلا ـ تعاملا راقيا في (الأحوال المدنية)، والعيب الموجود في هذه الإدارة قد لا يكون موجودا في الإدارة الأخرى، ولكنني ـ كما أسلفت ـ أكتب بشكل عام آملا في تغيير منتظر من المسؤولين عن هذه الملاحظات بمن فيهم الموظفون والمراجعون.

في المحكمة، وعلى كراسي الانتظار، كانت فكرة وكتابة هذه المقالة بما فيها العنوان، وإليكم ما سجلته حرفيا من مشاهداتي في تلك الإدارات بما فيها المحكمة.

كيف تعرف أنك داخل إدارة حكومية؟

1- مبنى متآكل أو حديث لكنه ليس نظيفا.

2- غرف الموظفين المعنيين بإنهاء معاملات المواطنين مغطاة بشكل كامل يحجب عنك رؤية الموظف إلا من خلال فتحة صغيرة تضطرك للركوع تماما (محكمة الدمام مثال حي لذلك).

3- أغلب المكاتب خالية من الموظفين.

4- إن سألت عن أي معلومة لن تجد من يعطيك إجابة شافية فالكل لا يعلم.

5- غبار كثيف يغطي أسطح المكاتب.

6- لن تجد لوحة فنية على جدار أو باقة ورد على طاولة مكتب.

7- ملصقات بأشكال وأحجام مختلفة ملصقة بشكل مشوه تماما، للمكاتب وللمبنى تجدها في كل مكان، على الأبواب والنوافذ والجدران والممرات، وعلى السلالم، وعند المصاعد الكهربائية، مكتوب عليها شروط الحصول على الرخصة الفلانية.. إلخ.

8- إن كان هناك أرقام بدل الصف في (السرى) ستجد رقمك فوق المائتين.

9- سترى من يأتي بعدك وينهي إجراءاته قبلك، لأن هناك بابا فتح له مكتوبا عليه (ممنوع الدخول لغير الموظفين)!

10- ستجد تمديدات خارجية لأسلاك الكهرباء على معظم جدران المكاتب مشوهة إياها رغم أن المبنى حديث.

11- ستجد نصف المكيفات بلا (أغطية أمامية).

12- لن تجد مواقف للسيارات، ومعظم السيارات على الأرصفة.

13- الموظف الذي أمامك حاله كبقية الموظفين مشغول بالجوال، حتى وهو ينهي إجراءات معاملتك، ولهذا لا تستغرب أن تضطر للعودة لهذا الموظف مرة ثانية، لأن زميلا آخر له رفض قبول معاملتك، لأن صاحب الجوال نسي أن ينهي خانة معينة فيها، أو يوقع على صفحة معينة وهكذا.

14- لا يسعى الموظف لمساعدتك، بل يحاول تعقيد الأمور عليك تحت حجة النظام.

15- لن تصل بسهولة للمدير لو واجهتك مشكلة.

16- الابتسامة لن تجدها في تلك المكاتب.

17- دورات المياه قذرة، وليس بها صابون، ولا مناديل.

18- رائحة (السندويتشات) تفوح من مكاتب الموظفين والمشغول بجلبها عامل النظافة على حساب عمله الأساسي.

19- بقي أن أقول إن هناك مباني حكومية نموذجية مقارنة بما سبق ذكره وبين جدرانها مسؤولون وموظفون يؤدون عملهم بشكل حضاري، ولكن واقع الحال يحتم علينا أن نعترف بأن ما ينبغي أن يكون القاعدة بات هو الاستثناء.