الصحوة كلمة عربية، لها دلالات لغوية إيجابية، كما أن لها دلالة اصطلاحية في إيران الخميني، حيث يطلقونها على تصدير الثورة.

ولها دلالة عند جماعة الإخوان «المتأسلمين»، حيث يطلقونها على المغترين بأيديولوجيتهم الحركية، ولتجميل ثورتهم وإسلامهم السياسي.

وهناك دلالة أخرى يطلقها الشعب العربي على الصحوة بمفهومها العفوي، ويقصد بها التطور الفكري، دون تأثر بالخطاب الشرعي «الملتهب» المسبب للتطرف والإرهاب.


ولا يمكن أن نقبل بدعاوى صحوة «عقدية» على حساب تشويه سمعة أجدادنا بأنهم مشركين، وذلك لتبرير (إخوان من طاع الله).

وكذلك لا نقبل بمزاعم صحوة «حركية» على حساب تديننا الوسطي، وفقهنا المقاصدي، وفكرنا التجديدي، وسلمنا الاجتماعي، وذلك لتبرير (إخوان البنا).

ولذا فلا بد من التفريق بين الصحوة «المحمودة الرشيدة»، والتي بدأت لدينا منذ ثلاثة قرون وحتى اليوم، حيث الصحوة «التنموية» لرؤية 2030، وبين الصحوة «المذمومة غير الرشيدة» التي تتاجر بالدين لمصالح «إسلاموية» حزبية، رأيناها بشكل أوضح منذ ما يسمى بالربيع العربي، وحتى اليوم، حيث تحولت الصحوة «الإخوانية» طابورا خامسا للعدو العصملي، والاحتلال العثماني الجديد.

ونقد هذه «الصحوة» لا يعني نقد الإسلام، كما أنه لا يجوز نقد الإسلام بذريعة نقد الصحوة، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

وتبقى «الصحوة» ظاهرة اجتماعية لها عدة أوجه، ويجب أن نتفاعل مع الظواهر بأريحية، لأنها مصطلح إجرائي محل للبحث والنقد، وليس «البيع بالجملة» كما قلته في مقالي السابق.