حيث وجدت الكثير من الناس يبيع كلامه وحتى أفعاله بالجملة سلباً أو إيجاباً، فإذا وافق فلاناً في شيء فينساق معه لكل شيء يقوله ويفعله حتى لو كان خاطئاً وظالماً وضاراً بالوطن.
وإذا خالفه في جزئية، فيفجر في خصومته، ويمسح كل شيء إيجابي لدى المختلف عنه، فضلاً عن المختلف معه، ناهيك عن أن يكون كل ذلك بلا قناعة ولا إرادة، وإنّما لمحسوبيات يتزلف بها ويتسلق عليها.
وهذه التكتلات الشللية المشكلة لحزبيات وهمية تضر بأصحابها، وتضلل الرأي العام في مواقف تلحق الضرر بمصلحة البلاد وعموم العباد.
ولذا حينما يسألني أحد عن «فلان» فلا أجيبه، وإنّما أقول بأن عليك نقاش القول وليس تصنيف القائل، فضلاً عن الاعتداء عليه.
وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة، وأما البشر فيصيبون ويخطئون، فنأخذ ما أصابوا به لأن الحكمة ضالة المؤمن، ودون أن نقدسهم وننساق مع كل ما يقولونه ويفعلونه.
وإذا لم يصيبوا فنتركهم في خطئهم مع الاحترام لهم، لأن الإنسان عاقل حر، ومكلف شرعياً، ومسؤول قانونياً، وله شخصيته المستقلة، ودون أن تسيء إليه بقول أو فعل، فقد توافقه مرة، وتخالفه أخرى، وتعود لتوافقه في مسألة ثالثة.