في إحدى زوايا مكتبتي الصغيرة تتراص مجموعة من إصدارات نادي حائل الأدبي في عهد إدارته السابقة، تلك الإصدارات التي تنوعت بين الأدب والفكر، حيث كانت وما زالت ـ في رأيي ـ من الإنتاج النوعي الذي قدمته الأندية الأدبية، حتى وإن كان هذا النوعي قليل جدا منذ نشأتها. فعلى الرغم مما صاحب تعيينات مجالس إدارات الأندية الأدبية في مرحلة ما قبل الانتخابات من جدل وعدم توفيق في تشكيل معظم مجالس إدارات الأندية، إلا أنه لا يمكن إنكار أن بعض تلك الإدارات مثل إدارة أدبي حائل نجحت بشكل لافت في إثراء الحركة الثقافية المحلية خصوصا في جانب طباعة الكتب. وبعد المخاض العسير جاءت مرحلة الانتخابات التي كانت مطلب الجميع، ولكنها وباعتراف الجميع ومنهم الوزارة حفلت بالكثير من اللغط والاعتراضات ربما لأن اللائحة صاحبة "الثغرات" أتاحت الفرصة لظهور من لا علاقة له بالنشاط الثقافي على قوائم الجمعيات العمومية، وهذا معروف وسبق أن تحدث عنه الكثيرون بإسهاب. ولعله من المناسب هنا التذكير بتصريح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان قبل أيام حول صدور لائحة معدلة نهاية هذا العام تم فيها تلافي "الثغرات" السابقة، فمن المؤكد أن الوزارة وكل من له علاقة بالثقافة أصبح يعي تماما أين يكمن الخلل؟
ما أريد الوصول له هنا هو دعوة صادقة بأن يكون هناك إنصاف في الحكم على أية مرحلة، فالحقيقة الماثلة للعيان تقول إن التعيينات لم تكن ذات نتائج سلبية على العموم، فهناك أندية قدمت عملا متميزا بحكم التجانس الذي ساد إدارتها، ولأن الاختيار كان منحصرا على أصحاب الهم الثقافي دون غيرهم، وبالطبع فالأخرى لم توفق إداراتها في الوصول لرضا الوسط الثقافي لأخطاء في التشكيل. والحالة نفسها نلحظها بعد مرور 6 أشهر على انتخاب آخر مجلس إدارة، مع الإقرار بأن المدة لا تساعد على الحكم الصحيح، إلا أن ظهور المناكفات والانشقاقات داخل بعض إدارات الأندية ومع جمعياتها العمومية لا يعطي تفاؤلا كبيرا بأن القادم سيكون أجمل.
وللحق فإن كل إدارات الأندية الأدبية الحالية تبذل أقصى ما تستطيع من الجهد، ولكن أعتقد أن مشكلة بعضها أنها لا تستطيع الوصول للمثقف سواء من جهة الاستضافة أو الاستكتاب، فالعلاقات الشخصية والصداقات والشهرة في الوسط الثقافي مهمة جدا في إنجاح العمل. وعلى العموم سيكشف التاريخ تفاصيل المرحلتين وسيحكم بكل تجرد.