اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الدعوات الغربية التي دعت إلى تنحيه، "ليس لها أي قيمة"، مشددا في إطلالته الرابعة على الإعلام منذ تفجر الاحتجاجات في 15 مارس الماضي على الإنجازات الأمنية التي حققها الأمن السوري، دون أن يفصح عنها.

وبرأ الأسد نظامه من أي انتهاك لحقوق الإنسان. وقال "هذا مبدأ مزيف يستند إليه الغرب كلما أراد الوصول إلى هدف"، مدللا على ذلك بما جرى من أفغانستان إلى العراق مرورا بليبيا.

وفور انتهاء الأسد من مقابلته مع التلفزيون السوري الرسمي، سارت تظاهرات منددة في داريا والكسوة في ريف دمشق.

وتزامنت المقابلة الصحفية للأسد مع بدء بعثة دولية زيارتها إلى سورية، وسط انقسامات بين المعارضة حول وضع هيئة ممثلة للشعب السوري، حيث ينظم معارضون سوريون اجتماعا في إسطنبول لإطلاق المجلس الوطني السوري الذي شكل في يونيو لتنسيق العمل ضد نظام دمشق، فيما يرفضه معارضون آخرون.

 




بدأت بعثة دولية أمس زيارتها إلى سورية، فيما واصلت العناصر الأمنية السورية أعمالها القمعية في العديد من المدن والمناطق السورية وخاصة في حمص وريفها، وسط انقسامات بين المعارضة حول وضع هيئة ممثلة عن الشعب السوري قبل سقوط النظام، حيث ينظم معارضون سوريون اجتماعا في إسطنبول لإطلاق المجلس الوطني السوري الذي شكل في يونيو لتنسيق العمل ضد نظام دمشق، فيما يرفضه معارضون آخرون.

وفي إطلالة رابعة للرئيس بشار الأسد منذ بدء الاحتجاجات، أجرى التلفزيون السوري مقابلة معه مساء أمس تحدث خلالها عن "الأوضاع الراهنة في سورية وعملية الإصلاح وخطواتها المستمرة"، إضافة إلى ما أسماه "أبعاد الضغوط الأميركية والغربية على سورية سياسيا واقتصاديا والرؤية المستقبلية لسورية في ظل المشهد الإقليمي والدولي الراهن".

وأكد الأسد أن دعوات الدول الغربية إلى تنحيه وفي مقدمتها الولايات المتحدة "ليس لها أي قيمة".

وقال "من خلال الامتناع عن الرد نقول كلامكم ليس له أي قيمة"، معتبرا أن "هذا الكلام لا يقال لرئيس لا يبحث عن المنصب ولم يأت به الغرب، رئيس أتى به الشعب السوري، رئيس ليس مصنوعا في الولايات المتحدة".

وردا على مطالبة الدول الغربية بإجراء إصلاح في سورية، اعتبر الأسد أن هذا الأمر "ليس هدفا لهم لأنهم لا يريدون الإصلاح خصوصا الدول الاستعمارية من الدول الغربية التي تريد منك أن تتنازل عن حقوقك كالمقاومة وحقك في الدفاع عن نفسك من أعدائك، وهذا شيء لن يحلموا به لا في هذه الظروف ولا في ظروف أخرى".

وعن اتهام النظام السوري بانتهاك حقوق الإنسان عبر عمليات القمع الدامية بحق المتظاهرين المناهضين للنظام، قال الرئيس السوري "هذا مبدأ مزيف يستند إليه الغرب كلما أراد الوصول إلى هدف".

وأضاف "لننظر إلى التاريخ الراهن لهذه الدول من أفغانستان إلى العراق مرورا بليبيا، من هو المسؤول عن المجازر التي أوقعت ملايين الضحايا والجرحى والأرامل وإذا أخذنا وقوفها إلى جانب إسرائيل نسأل من هو الذي يجب أن يتنحى".

وزعم الرئيس السوري أن نظامه بدأ بتحقيق إنجازات أمنية "لن نعلن عنها الآن"، مشيرا إلى أنه ليس قلقا على سير وتطور العمليات الأمنية.

ومع أنه شدد على أنه "لا حل إلا الحل السياسي" أعلن أن هذا الحل يتزامن مع الحفاظ على الأمن.

وقال الأسد "طبعا أي عمل ضد سورية ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه لعدة أسباب السبب الأول هو الموقع الجغرافي السياسي لسورية السبب الثاني هو الإمكانيات السورية التي يعرفون جزءا منها ولا يعرفون الأجزاء التي لن يكون بمقدورهم تحمل نتائجها".

وفيما عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس،عن أملها في زيارة آلاف المعتقلين الذين أوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات "قريبا جدا"، وصلت بعثة إنسانية للأمم المتحدة برئاسة رشيد خاليكوف مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أول من أمس، إلى دمشق على أن تبقى حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري في سورية وفق ما قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية اليزابيث بيرز.

وحول أهداف البعثة أضافت في اتصال هاتفي من جنيف "تريد الأمم المتحدة أن ترى كيفية تقديم دعمها للخدمات العامة وكيفية تلبية حاجات إنسانية محددة محتملة".

ومن المقرر عقد جلسة خاصة جديدة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة اليوم في جنيف حول الوضع في سورية، بطلب من الاتحاد الأوروبي وبلدان عربية والولايات المتحدة. من جهة أخرى، دعت صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى متابعة التظاهرات "في العشر الأواخر"، مؤكدة "كلنا مشروع شهيد، أيام وليالي الحسم وصولا إلى عيد التحرير".